مخرجهن من جوف الفم والحلف يريد أن مبدأها مبدأ الحلق ويمتد ويمر على كل جوف الفم وهو الخلاء الداخل فيه فإنهن لا خير لهن محقق تنتهي إليه بل تنتهي بانتهاء الهواء أعني وهو الصوت ولهذا تقبل الزيادة والنقصان في مراتبها وقول الشارح الرومي كل خال هواء ليس بخال عن قصور بل كل خال محل هواء ثم إنهن بالصوت المجرد أشبه منهن بالحروف ويتميزن عن الصوت المجرد بتصعد الألف وتسفل الياء واعتراض الواو فنسبت إلى @ الجوف لأنه آخر انقطاع مخرجها وحيث لزمت الألف هذه الطريقة المعتادة من كونها ساكنة وحركة ما قبلها من جنسها وهي الفتحة لم يختلف حالها من أنها دائماً تكون هوائية بخلاف أختيها فإنهما إذا فارقاها في صفة المشابهة صار لهما حيز محقق ومن ثمة كان لهما مخرجان مخرج حال كونهما مديتين ومخرج حال كونهما متحركتين ثم كل حرف مساو لمخرجه أي لمقداره لا يتجاوزه ولا يتقاصر عنه إلا حروف المد فإنها دون مخرجها ومن ثم قبلت الزيادة في المد إلى انقطاع الصوت وسميت حروف المد واللين لأنها تخرج بامتداد ولين من غير كلفة على اللسان لاتساع مخرجها فإن المخرج إذا اتسع انتشر الصوت وامتد ولان وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب ثم التحقيق أن معنى جعل سيبويه الألف من مخرج الهمزة أن مبدأه مبدأ الحلق ويمتد ويمر على جميع هواء الفم فيرتفع النزاع وهذا أيضاً معنى قول مكي في الرعاية لكن الألف حرف يهوى في الفم حتى ينقطع مخرجه في الحلق فنسب في الخروج إلى الحلق لأنه آخر خروجه إذ لا منافاة بين أن يكون مبدؤه مبدأ الحلق انقطاع مخرجه في الحلق لأن المراد أنه ليس له اعتماد على شيء من أجزاء الفم بل يبتدئ من الحلق وينتهي إلى الصوت الناشئ من الحلق وهذا معنى قول الداني لا معتمد للألف في شيء من أجزاء الفم على هذا وهو أن يكون مبدؤه الحلق ومنقطع مخرجه في الحلق يحمل جعل الشاطي وغيره الألف حلقياً وينزل قوله مع غيرهم في هذه الحروف أعني الواو والياء على غير


الصفحة التالية
Icon