النون والميم وفيه أن مخرج محلها من النون والميم قد سبق وأن النون المخفاة مركبة من مخرج الذات ومن تحقق الصفة في تحصيل الكمالات وقد أغرب الشارح اليماني حيث قال الغنة تارة تكون صفة وتارة تكون حرفاً وهي النون والميم المدغمتان والمخفاتان وهو مذهب المصنف اهـ وغرابته مما لا يخفى وعلى كل تقدير فعد الغنة من مخرج الحروف السبعة عشر لا يخلو عن إشكال فتدبر ثم رأيت المصنف ذكر في النشر أن المخرج السابع عشر الخيشوم وهو الغنة وهي تكون في النون والميم الساكنتين حالة الإخفاء أو ما في حكمه من الإدغام بالغنة فإن مخرج هذين الحرفين بتحول في هذه الحالة عن مخرجهما الأصلي على القول الصحيح كما يتحول مخرج حروف المد من مخرجه إلى الجوف على الصواب وقال سيبويه إن مخرج النون الساكنة من مخرج النون المتحركة إنما يريد به النون المظهرة اهـ وقد نص مكي في الرعاية على أن الغنة نون ساكنة خفية تخرج من الخياشيم وهي تكون تابعة للنون الساكنة الخالصة السكون غير المخفاة وهي التي تتحرك مرة وتسكن مرة وللتنوين والميم الساكنة ثم قال والغنة حرف مجهور شديد لا عمل للسان فيها صرح الجاربردى أن النون الساكنة المخفاة تسمى غنة وأنها من الحروف المتفرعة ثم بين ذلك بقوله فإنك إذا قلت عن كان مخرجها من طرف اللسان وما فوقه وإذا قلت عنك لم يكن لها مخرج من الفم لكنها غنة تخرج من الخيشوم فلو نطق بها الناطق مع هذه الحروف وأمسك أنفه لبان اختلافها فيمكن حمل الغنة هنا على النون المخفاة نفسها من غير تكلف بقرينة أن الكلام في الحروف لا في صفاتها وهذا بخلاف الغنة في قوله وأظهر الغنة وغيره من المواضع الآتية فإن المراد بها الصفة حتماً ومما يؤيده قول أبي شامة نقلاً عن أبي عمرو هذه الغنة المسماة بالنون الخفية ليست النون التي مر ذكرها فإن تلك من الفم وهذه من الخيشوم وشرط هذه أن يكون بعدها حرف من حروف العم ليصح إخفاؤها فإن كان بعدها حرف من حروف الحلق أو


الصفحة التالية
Icon