تعالى حصب جهنم قرئ بجميع حروف الطبقة ولم يجتمع في كلمة غيرها ( وفر من لب الحروف المذلقة ) أي والحروف المذلقة مجموع فمر من لب وهو بضم اللام وحذف التنوين للوزن على أن من حرف جر واللب الذي هو العقل بمعنى الفاعل والمعنى هرب الجاهل من العاقل ويمكن أن يكون المعنى فرمن فر من الخلق من عقل به عرف الحق ففيه إيماء إلى قوله تعالى : ففروا إلى الله وقوله سبحانه : وتبتل إليه تبتيلاً والحاصل أن الفاء والراء والميم والنون واللام والباء الموحدة يقال لها المذلقة لخروجها من ذلق اللسان والشفة أي طرفيها والمراد أن خروج بعضها من ذلق اللسان وهي الراء واللام والنون وبعضها من ذلق الشفة وهي الباء والفاء والميم وما عداها مصمتة لأنها من الصمت وهو المنع قال الأخفش لأن من صمت منع نفسه من الكلام والمراد بها هنا أنها ممنوعة @ من انفرادها أصولاً في بنات الأربعة والخمسة بمعنى أن كل كلمة على أربعة أحرف وخمسة أصولاً لا بد أن يكون فيها مع الحروف المصمتة حرف من حروف المذلقة وإنما فعلوا ذلك لحفتها فلذلك عادلوا بها الثقيلة ولأجل ما ذكر حكموا بأن عسجداً اسم للذهب أعجمي لكونه من بنات الأربعة وليس فيه حرف من حروف المذلقة وقال مكي في الرعاية إن الألف ليست من المذلقة ولا من المصمتة لأنها هوائية لا مستقر لها في المخرج وبهذا تمت أضداد الصفات الخمسة المذكورة فشرع في ذكر صفات اختصت ببعض الحروف دون بعضها من غير تحقق وجودها أضدادها فقال ( صفيرها صاد وزاي وسين ) أي حروف الصفير ثلاثة صاد مهملة وزاي وسين ولم يركب كما سبق في المطبق وجعل الرومي ضمير صفيرها إلى الصفات فيحتاج إلى تكلف في صحة الحمل بأن يقال حروف صفيرها والمعنى أن هذه الحروف موصوفة بصفة الصفير وهو صوت زائد يخرج من بين النفس يصحب هذه الحروف عند خروجها وهو لغة صوت بصوت به للبهائم ثم اعلم أن السين حرف مهموس من حروف الصفير ويمتاز عن الصاد بالإطباق وعن الزاي بالهمس كما


الصفحة التالية
Icon