في القاموس ( لقلقلة قطب جد واللين ) أي حروف القلقة ويقال لها اللقلقة خمسة يجمعها قولك قطب جد وهي القاف والطاء المهملة والباء الموحدة والجيم والدال المهملة وإنما وصفت بذلك لأنها حين سكونها لا سيما إذا وقفت عليها تقلقل المخرج حتى يسمع له نبرة قوية لما فيها من شدة الصوت الصاعد بها مع الضغط دون غيرها وهي في اللغة التحرك والاضطراب والقطب بتثليث القاف والضم أشهر وهو ما يدور عليه الأمر ومنه قطب الرحى والجد البخت والعظمة وخفف للوزن ثم قوله واللين أي حروفه اثنان ( واو وياء سكناً وانفتحا ) بألف الإطلاق أي وقع الفتح ( قبلهما والانحراف صححا ) بصيغة المجهول والألف للإطلاق أي إن سكن الواو والياء وانفتح ما قبلهما يسمى ليناً لقلة المد فيهما بالنسبة إلى حروف المد التي حركة ما قبلها من جنسها وذلك لأن في حرف المد مداً أصلياً وفي حروف اللين مداً يضبط بالمشافهة كل منهما كما ذكره الجعبري ولذا أجرى حرفاً اللين مجرى حروف المد حتى إذا وقع بعدهما ساكن بوقف أو إدغام جاز المد والتوسط والقصر إلا أن هذا الترتيب أولى في المد وعكسه في اللين وقد رجح قصر ورش في نحو شيء وسوء على التوسط والتوسط على الطول بهذا المعنى ووصف الانحراف صحح ثبوته ( في اللام والراء ) مقصوراً ( وبتكرير جعل ) وإنما قيل اللام والراء منحرفان لأن اللام فيه انحراف وميل إلى طرف اللسان والراء فيه انحراف إلى طرف اللسان وميل قليل إلى جهة اللام ولذلك يجعلها الألثغ لاماً والضمير في جعل راجع إلى الراء والمعنى أن الراء يوصف بالتكرار أيضاً كما وصف بالانحراف والتكرار إعادة الشيء وأقله مرة على الصحيح ومعنى قولهم إن الراء مكرر هو أن الراء له قبول التكرار لارتعاد طرف اللسان به عند التلفظ كقولهم لغير الضاحك إنسان ضاحك يعني أنه قابل للضحك وفي الجعل إشارة إلى ذلك ولهذا قال أن الحاجب لما تحسه من شبه ترديد اللسان في مخرجه وأما قوله ولذلك جرى مجرى حرفين في