معناه بيناه تبييناه وفصلناه تفصيلاً كما دل عليه صدر الآية وأما ما روى عنه ﷺ رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه فإنه متناول لمن يخل بمبانيه أو معاينه أو بالعمل بما فيه ( وهكذا منه إلينا وصلاً ) بألف الإطلاق أي ووصل القرآن من الإله إلينا على لسان جبريل عليه السلام ببيان متواتر من اللوح المحفوظ وبيان النبي ﷺ وتعلم التابعين ثم أتباعهم منهم وهلم جرا إلى مشايخنا رحمهم الله متواتراً هكذا بوصف الترتيل المشتمل على التجويد والتحسين وتبيين مخارج الحروف وصفاتها وسائر متعلقاتها التي هي معتبرة في لغة العرب الذي نزل القرآن العظيم بلسانهم لقوله تعالى " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " فينبغي أن يراعي جميع قواعدهم وجوباً فيما يتغير به المبنى ويفسد المعنى واستحباباً فيما يحسن به اللفظ ويستحسن به النطق حال الأداء وإنما قلنا بالاستحباب في هذا النوع لأن اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا مهرة القراء من تكرير الراآت وتطنين النونات وتغليظ اللامات في غير محلها وترقيق الراآت في غير موضعها كما سيأتي بيانها ولا يتصور أن يكون فرض عين يترتب العقاب على فاعلها لما فيه من حرج عظيم وقد قال تعالى : وما جعل عليكم في الدين من حرج " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " وهو الحق الذي يعض عليه بالنواجذ ولا يعدل إلى غيره إلا الذامذ ( وهو أيضاً حلية التلاوة وزينة الأداء والقراءة ) بالإشباع فيهما لو جاز الوقف عليهما وهو بضم الهاء ولا يجوز إسكانها للوزن وقوله أيضاً أي مع كونه عما وأبعد الشارح الرومي في قوله أيضاً أي مع كونه عما وأبعد الشارح الرومي في قوله أي كمخارج الحروف والصفات لأنهما داخلان في تعريف التجويد ثم الحلية بمعنى الزينة ههنا وإن كان أخص منها عرفا حيث يختص بالصيغة فالمعنى أنه صفة مستحسنة للقراءة كالحلي للنساء والفرق بين التلاوة والأداء أن التلاوة قراءة القرآن متتابعة كالدارسة