وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير مما @ يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو وأما نص بعض المتأخرين على ترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء وهم فيه ولم يسبقه إليه أحد وقد رد عليه الأئمة المحققون من معاصريه وأما قول المصري النون في قوله فرققا أو حاذر نون التأكيد الخفيفة ورسم بالألف وفاقاً لرسم قوله تعالى وليكونا بيوسف ولنسفعاً باقرأ فمدفوع إذ خطان لا يقاسان رسم المصحف والعروض وأما قوله يحتمل أن يكون حاذر اسم فاعل من حاذرت الشيء بمعنى تحذرت فخطأ لن اسم الفاعل من حاذر إنما يكون محاذراً لا حاذر وإنما يصح كونه اسم فاعل من حذر الثلاثي المجرد ( وهمز الحمد أعوذ اهدنا ) بحذف العاطف فيهما على قبيل التعداد في بيان الأمثلة وقطع وصل الحمد ضرورة ورفع الحمد كفاية ويجوز إعرابه لو ثبت رواية ونصب همز على تقدير فرققن همز الحمد ويجوز جره على تقدير وحاذرا تفخيم همز الحمد وأما ما جعله الشارح اليماني من قوله كهمز الحمد أصلاً ثم قال وفي بعض النسخ وهمز بالواو فغير مقبول لأنه مخالف للأصول المصححة والنسخ المعتبرة المشروحة وإن كان بكاف التشبيه وجه في العربية إذ يصح أن يقال التقدير رققن مستفلاً كهمز الحمد وحاذرن تفخيم لفظ الألف كتفخيم همز الحمد وعلى كل تقدير فالكلام تتميم وتخصيص بعد تعميم وإنما حذر من تفخيم الهمزة بخصوصها وأمر بترقيقها بعد دخولها في الحروف المستفلة ومعرفة حكمها في الجملة لئلا تنقلب عيناً بانقلاب صفتها كما هو مسموع عن بعض الجهلة عند قراءتها فالمراد إيجاب ترقيقها مطلقاً سواء جاورها مرقق كالحمد وأعوذ واهدنا أم مفخم كاسم الله أو جاورها رخو كالهاء من اهدنا أم متوسط بين الشدة والرخوة كاللام من الحمد والعين من أعوذ أم جاورها متحد معها في أصل مخرجها كالعين من أعوذ أيضاً أو لا إلا أنه لما كانت هذه الأمثلة مظان التقصير في ترقيقها خص ذكرها حذراً من


الصفحة التالية
Icon