علفتها تبناً وماء بارداً مع أن أمر البيان لا يختص بحرف ولا حركة كما لا يخفى على الأعيان مع أن الذال ليست من الحروف الخفية المجتمعة للأربعة في تركيب هاوي فالأحسن ما علله الشيخ زكريا بقوله لمجاورتها الرخوة إلا أن فيه بحثاً للمصري حيث قال مجاورة الرخوة لا تقتضي الترقيق وإلا لافتضت مجاورة الشدة ضده قلت قد تكون العلة مطردة لا منعكسة نعم الأولى أن يعلل ترقيق الباء في بهم لمجاورتها حرفاً خفياً وهو الهاء وفي بذي لمجاورتها حرفاً ضعيفاً كما قال المصنف في النشر وليحذر بترقيقها من ذهاب شدتها كما يفعله كثير من المغاربة لا سيما إن كان مجاوراً حرفاً خفياً وهو الهاء نحو بهم و بالغ وباسط أو ضعيفاً نحو بذي وبثلاثة وبساحتهم وإن سكنت كان التحفظ بما فيها من الشدة والجهر أشد وإلى ذلك أشار الناظم بقوله ( واحرص ) وفي نسخة فاحرص ( على الشدة والجهر الذي ) وإنما لم يقل اللذين لوزن المبنى أو لاتحاد مؤداهما في المعنى أو التقدير في المعطوف والأظهر أن يقال التقدير واحرص على كل واحد من الشدة والجهر الذي ( فيها وفي الجيم كحب الصبر ) بالإضافة إما للوزن أو لأدنى الملابسة وهي كونها مثالين للباء الموحدة والظاهر أن كلمة كحب محكية على ما ورد في الآية إما بكمالها أو بإرادة كاف التشبيه فيها لقوله تعالى " يحبونهم كحب الله " وأما الصبر فعطف عليه من غير عاطف وإنما أمر بالحرص على اتيان صفة الشدة والجهر الكائنتين في الباء والجيم لئلا تشتبه الباء بالفاء والجيم بالشين كقوله تعالى " يحبونهم كحب الله وتواصوا بالصبر " ( ربوة اجتثت وحج الفجر ) بالإضافة أيضاً لما سبق ولا يصح فيه الحكاية كما توهم المصري إذ لم يعرف لفظ حج منكرا مجروراً في القرآن والمعنى وكباء ربوة وجيم البقية أو ربوة بفتح الراء لابن عامر وعاصم وهي في الموضعين " كمثل جنة بربوة وإلى ربوة " ويجوز ضم تنوين ربوة وكسرتها كما قرئ بهما في قوله " كشجرة خبيثة اجتثت "


الصفحة التالية
Icon