المخففة ( لا طباق ) بنقل الحركة والاكتفاء بها عن همزة الوصل ونصب على أنه مفعول لما قبله ( أقوى ) صفة لموصوف محذوف والمعنى خصص حروف الإطباق بتفخيم أقوى من تفخيم سائر حروف الاستعلاء ( نحو قال ) بالرفع وجوز نصبه ( والعصا ) بالألف لا بالياء كما في بعض النسخ والحاصل أنه أمر بتفخيم حروف الاستعلاء السبعة المتقدمة المجتمعة في كلمات " خص ضغط قظ " مثل قائماً والظالمين وخالدين وصادقين ولا الضالين والغارمين والطامة وأمر بتخصيص حروف الإطباق الأربعة من جملتها الصاد والطاء مهملتين ومعجمتين وبينهما عموم وخصوص مطلق إذ كل مطبقة مستعلية ولا كل مستعلية مطبقة فأنى بمثالين مثال لحرف الاستعلاء غير المطبق وهو الصاد في العصا قال ابن المصنف وتبعه غيره والألف واللام للعهد أي العصا المذكورة في قوله اضرب بعصاك اهـ وفيه بحث لا يخفى فإن الحكم شامل له ولغيره أيضاً من قوله تعالى حكاية عن موسى قال هي عصاي وقوله تعالى " فالقي عصاه " وأيضاً قوله تعالى وعصى آدم ربه فالصحيح أن اللام للجنس الاستغراقي الشامل لمادي هذا اللفظ من الواوي واليائي وأما صاد غير هذا البناء فيعلم حكمه من قوله نحو العصا إذ هو معطوف على قال بكل حال نعم لو قال مع عصا بالألف أو الياء لطابق ألفاظ التنزيل وهو أوفق في مقام التمثيل وأما قول زكريا لكونه أقوى فلا دلالة على تقديره في المبنى فلا تتعدى على ما قدمناه في المعنى غايته أن الباء في أقوى محذوفة على حد قول : تمرون الديار أي تمرون بها ثم اعلم أن في إتيان المثالين المتقدمين نكتة بديعة وحكمة منيعة وهي أن الصاد المهملة مع قوتها أضعف حروف الإطباق لأنه مهموس والقاف أقوى من باقي حروف الاستعلاء هذا وحروف الاستعلاء بحسب القوة والضعف الناشئتين من اختلاف أحوالها ثلاثة أضرب عند ابن الطحان الأندلسي : الأول ما يتمكن فيه التفخيم وهو ما كان مفتوحاً والثاني ما كان @ دونه وهو المضموم والثالث ما كان دونه


الصفحة التالية
Icon