اقتصر على أحدهما جاز من غير كراهة فقد جرى عليه جماعة من السلف منهم الإمام مسلم في أول صحيحه وهلم جرا الإمام ولى الله أبو القاسم الشاطي في قصيدته اللامية والرائية وهو قول النووي وقد نص العلماء على كراهة الاقتصار على الصلاة من غير تسليم اهـ فليس ذلك بمتأكد فإني لا أعلم أحداً نص على ذلك من العلماء ولا من غيرهم أقول ولا دلالة في الآية للجمع بينهما على وجه المعية وأما قول من قال يكره تركه ولو خطأ فخطأ ثم لا شك أن الإضافة في نبيه ومصطفاه عهدية وهو الفرد الأكمل ممن اتصف بالنبوة والاصطفائية لكن مع هذا أوضحه المصنف بقول ( محمد وآله وصحبه ومقرئ القرآن مع محبه ) بحر محمد على أنه بدل أو عطف بيان من نبيه وهو علم مأخوذ من حمد مبالغة حمد لما اقتضاه من الصيغة التفعيلية ثم نقل من الوصفية إلى الاسمية والمراد بآله أقاربه وأهل بيته أو جميع أتباعه من أمته فعطف صحبه من باب عطف الخاص على العام فلا يحتاج إلى قول ابن المصنف والتقدير وصحبه غير الآل ليقوى العطف معنى إذ الأصل فيه المغايرة لكن نقول يكفي فيه المغايرة والاعتبارية واختيار الآل مختص بذوي الشرف أما على المعنى الأول فبينهما عموم وخصوص من وجه فتأمل فإن الصحب بفتح الصاد وبكسره اسم جمع كركب للراكب وهو اختيار سيبويه وقيل جمع صاحب وهو مختار الأخفش وضعف بأنه لا يجمع فاعل على فعل والصحيح في حد الصحابي أنه من لقي النبي ﷺ مؤمناً به ومات على الإيمان من غير تحلل بالردة وقد حققنا هذا البحث في شرحنا شرح النخبة والمراد بمقرئ القرآن معلم القرآن وهو يشمله ﷺ وآله وأصحابه وأتباعه ولا يدعي حينئذ توارد التصلية باعتبار الصفات المختلفة فلا يحتاج إلى تخصيص الإقراء بالتابعين وغيرهم ممن بعدهم كما ذكره ابن المصنف والضمير في محبة راجع إلى القرآن وهو صادق بعموم أهل الإيمان فلا يحتاج إلى تقييده بالعالم به كما ذكره الشيخ زكريا أو إلى


الصفحة التالية
Icon