أي خَلَقَهُ خَلْقاً، ورُجِّحَ على بدل الاشتمال بأن فيه إضافة المَصْدَر إلى فاعله، وهو أكثر من إضافته إلى المفعول وبأنه أبلغ في الامتنان لأنه إذا قال: ﴿أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ كان أبلغ من ﴿أحسن خلق كل شيء﴾ ؛ لأنه قد يحسن الخلق وهو المحاولة ولا يكون الشيء في نفسه «حسناً» وإذا قال: ﴿أحْسَنَ كُلَّ شَىْء﴾ اقتضى أن كل (شيء) خلقه حسن بمعنى أنه وضع كل شيء في موضعه.
وأما القراءة الثانية «فخَلَقَ» فيها فعل ماض، والجملة صفة للمضاف أو أو المضاف إليه فتكون منصوبة المحل أو مجرورته.
قوله: «وَبَدَأ» العاملة على الهمز. وقرأ الزُّهْرِيُّ «بَدَأ» بألف خالصة وهو خارج عن قياس تخفيفها إذ قياسه بَيْنَ بَيْنَ على أنَّ الأخفش حَكَى قريباً. وجوز أبو حيان أن يكون من لغة الأنصار، يقولون في «بَدَا» بكسرها وبعدها ياء كقول عبد الله بن رواحة الأنصاري.

٤٠٦٢ - بِاسْمِ الإِلَهِ وَبِهِ بَدِينَا وَلَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهُ شَقِينَا
قال: وطيىء تقول في تُقَى تُقَاء، قال: فاحتمل أن تكون قراءة الزهري من هذه اللغة أصله «بَدِي» ثم صار «بَدَأ»، قال شهاب الدين: فتكون القراءة مركبة من لُغَتَيْنِ.

فصل


﴿ذلك عَالِمُ الغيب والشهادة﴾ يعني ذلك الذي صنع ما ذكر من خلق السموات والأرض عالم ما غاب عن الخلق وما حضر «العَزِيرُ الرَّحِيمُ» لما بين أنه عالم ذكر أنه «عزيز» قادر على الانتقام من الكفرة «رَحِيمٌ» واسع الرحمة على البررة ﴿الذي أحسن كل شيء خلقه﴾ أي أحسن خَلْقَ كلِّ شيء. قال ابن عباس: أتقنه وأحكمه وقال


الصفحة التالية
Icon