﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلِمِ﴾ فهو عندهم معطوف وذهب لهذا الرأي كثير من المفسرين والأصولين كابن الحاجب١.
هذا وتتفاضل درجات التمام في الوقف التام حسب درجات اكتمال المعنى.
٢- الوقوف الكافي :
ويكون الوقف كافيًا إذا كان ما نقف عليه له ارتباط بما بعده في المعنى دون اللفظ، وسمي بذلك للاكتفاء به عما بعده.
وهو كالوقف التام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده.
ويكثر في رءوس الآي وفي غيرها مثل قوله تعالى :﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون﴾، ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا﴾.
وقد تتفاضل درجات الكفاية فالوقف على قوله تعالى :﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَض﴾ كاف وعلى قوله :﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ أكفى منه، ولو وقفت على قوله تعالى :﴿بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون﴾ كان أكفى منهما.
وقد يكون الوقف كافيًا على تفسير أو إعراب، ويكون غير كافٍ على إعراب آخر.
من ذلك قوله تعالى :﴿يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْر﴾ فالوقف هنا كافٍ إذا جعلت "ما" في العبارة التالية :﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْن﴾ نافية، فإن جعلتها موصولة كان الوقف غير كافٍ.
٣- الوقف الحسن :
ويكون الوقف حسنًا إذا كان ما تقف عليه له ارتباط بما بعده لفظًا،
________
١ تفسير ابن كثير ج١ ص٣٤٦- ٣٤٧، والنشر ج١ ص٣١٩.
١٦٢ | ٣٢٠