وأقبح منهما الوقف على قوله تعالى :﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْي﴾١، لما يترتب عليه من سوء الأدب ونسبة ما لا يليق لله سبحانه وتعالى.
ومما ينبغي لنا أن نعلمه من اصطلاحات القراء أنهم إذا قالوا : لا يوقف على كذا، معناه أنه لا يبتدأ بما بعده، فحيثما يجوز الوقف يجوز الابتداء.
"موقف أئمة القراء من مواضع الوقف والابتداء" :
نافع قارئ المدينة كان منهجه أن يتخير محاسن الوقف والابتداء بحسب المعنى.
وابن كثير كما روى عنه أبو الفضل الرازي كان يراعي الوقف على رءوس الأي مطلقًا، ولا يعتمد في أوساط الآي وقفًا إلا في مواطن ثلاثة :﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه﴾٢، ﴿مَا يُشْعِرُكُم﴾٣، ﴿إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَر﴾٤، ومعنى هذا أنه كان يلتزم السنة في الوقف على آخر كل آية مضيفًا إليها هذه المواطن الثلاثة من الأوساط حتى إنه ذكر أنه لا يبالي بعده هذه الثلاثة : أين يقف، بمعنى أنه لا يقف في غيرها إلا اضطرارًا.
وعمرو بن العلاء كان يتعمد الوقف على رءوس الأي ويقول هو أحب إِلَيَّ.
وأما عاصم فقد روى عنه أبو الفضل الرازي أنه كان يراعي حسن الابتداء.
________
١ سورة البقرة : ٢٦.
٢ سورة آل عمران : ٧.
٣ سورة الأنعام : ١٠٩.
٤ سورة النحل : ١٠٣.
١٦٦ | ٣٢٠


الصفحة التالية
Icon