وذكر الخزاعي أنه عاصمًا والكسائي كانا يطلبان الوقف حيث يتم الكلام.
واتفقت الرواة عن حمزة أنه كان يقف عند انقطاع النفس، وعللوا ذلك بأن قراءته تعتمد على التحقيق والمد الطويل، ولكن ابن الجزري يعلل ذلك بأن القرآن عند كالسورة الواحدة، فلم يكن يتعمد وقفًا معينًا١.
وبقية القراء يراعون الحسن في الوقف والابتداء، كما حكى عنهم الإمامان : أبو الفضل الخزاعي، وأبو الفضل الرازي.
الوقف المتكلف :
قد يتجه بعض القراء أو المعربين، أو أصحاب الأهواء إلى تكلف أنواع من الوقف والابتداء من شأنها أن تخرج معنى الآية عن مساره الصحيح إلى معنى آخر قد يكون مقبولًا لكنه غير مراد، ولا يساير السياق.
وهذا اتجاه خاطئ في تلاوة الكتاب العزيز إن لم يكن تحريفًا للكلم عن مواضعه٢، ومحاولة ضالة، وضارة بالمعاني السامية التي تحملها الآيات الحكيمة.
من أمثلة هذه الوقوف المتكلفة.
الوقوف عند قوله تعالى :﴿وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْت﴾ والابتداء
________
١ النشر ج٢ ص ٣٣٢، وهو الذي اعتمدنا عليه في بيان مواقف أئمة القراء من الوقف.
٢ النشر ج١ ص٣٢٤.
١٦٧ | ٣٢٠