وقرأ ابن كثير وحفص :﴿قَالُوا إِنْ﴾ بتخفيف"إن" وشدد الباقون الكشف ج٢ ص٦٣.
ويختلف ابن كثير عن حفص في تشديد النون من "هذانِّ" حجة أبي زرعة ص٤٥٦.
وحجة أبي عمرو أن تثنية المنصوب والمجرور لغة فصحاء العرب، وأبو عمرو مستغن عن إقامة دليل على صحتها.
وحجة من خفف "ابن كثير وحفص" أنه لما رأى القراءة وخط المصحف في "هذان" بالألف أراد أن يحتاط بالإعراب، فخفف إن ليحسن الرفع بعدها على الابتداء؛ لأن إن إذا خففت حسن رفع ما بعدها على الابتداء؛ لأن إن إذا خففت حسن رفع ما بعدها على الابتداء لنقصها عن شبه الفعل؛ ولأنها لم تقوَ قوة الفعل، فتعمل ناقصة كما يعمل الفعل ناقصًا في نحو : لم يك زيد أخانا، ومنهم من يعملها وهي مخففة عملها وهي مشددة، فالذي خفف "إن" اجتمع له في قراءته موافقة الخط، وصحة الإعراب في "هذان". فتكون "إن" مهملة مخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة أو تقول : إن نافية بمعنى "ما" واللام بمعنى إلا والتقدير : ما هذان إلا ساحران.
ويكون تشديد النون عند ابن كثير عوضًا عن الألف الثانية في ﴿هَذَانِ﴾ فتكون "إن" مهملة مخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة أو تقول : إن نافية بمعنى "ما" واللام بمعنى إلا والتقدير : ما هذان إلا ساحران.
ويكون تشديد النون عند ابن كثير عوضًا عن الألف الثانية في ﴿هَذَانِ﴾؛ إذ أصلها :"هذا ان" فحذفت ألف هذان، وعوض عنها بتشديد النون١.
وحجة من شدد النون مع بقاء الألف في "هذان" أنها مكتوبة هكذا في الإمام، مصحف عثمان، وهذا مشكل على أهل اللغة، وقد ذكر أبو زرعة ابن زنجلة اختلاف النحاة واللغويين في تفسيره على النحو التالي :
________
١ حجة القراءات ص٤٥٦.
٢٩٥ | ٣٢٠