آل الزبير بن العوام، يكنى أبا سعيد، وقيل : أبا عمرو، وقيل : أبا القاسم.
ولقب بورش، قيل : لأنه كان قصيرًا، أشقر، أبيض اللون، يلبس ثيابًا قصارًا فشبهة نافع "بالورشان" الطائر المعروف، ثم خفف، فقيل : ورش، وقيل : لقب بذلك لشدة بياضه؛ لأن الورش شيء يصنع من الدين.
ونقل ابن الباذش عن أبيه أنه رأى في كتاب :"الغريب المصنف" نقلًا عن الفراء : ورشت الطعام ورشًا إذا تناولت منه شيئًا يسيرًا" ثم يبنى على ذلك هذا الاستنتاج فيقول : فلعله كان يكثر تصريف الكلمة فعرف بها١، ولد بمصر سنة ١١٠هـ، ثم رحل إلى نافع فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة ١٥٥هـ.
كان شيخ القراء المحققين، إمامًا في أدائه وترتيله، حسن الصوت، انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية وكان له اختيارات خالف فيها نافعًا، إذا قرأ يهمز ويمد، ويشدد، ويبين الإعراب، لا يمله سامعه.
توفي بمصر سنة ١٩٧هـ في خلافة المأمون، وله سبع وثمانون سنة.
قالون :
هو أبو موسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمرو بن عبد الله المدني، جده عبد الله سبي من الروم في عهد عمر بن الخطاب، وبيع في المدينة، فاشتراه أحد الأنصار فأعتقه، فهو
________
١ الإقناع ج١ ص٥٧، وطبقات القراء ج١ ص٥٠٢، والغريب المصنف مخطوط ألفه أبو عبيد القاسم بن سلام، أنفق في تأليفه أربعين عامًا.
٩٠ | ٣٢٠