عثمان فى جمع القرآن عند موضع كل آية من سورتها فى القران، و كانت منسوخة الحكم لا يغيرها، وهذا يدل على أن كتابتها بهذا الترتيب توقيفية، فالآية: ٢٣٤ من سورة البقرة ناسخة و متقدمة على الآية المنسوخة فى نفس السورة الآية : ٢٤٠، وقال عثمان لإبن الزبير عندما سأله لما لا يدع الآيات المنسوخة :" يابن أخي، لا أغير شيئا من مكانه " أخرجه البخارى.
قال ابن الحصار ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها كان بالوحى، و قد حصل اليقين من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول الله ﷺ ومما اجمع الصحابة على وضعه هكذا فى المصحف، .... ثم أنه من المجمع عليه أن ترتيب الآيات ليس بحسب نزولها، فقد تنزل الآية بعد الآية بسنتين و تكون فى ترتيب قبلها وليس أدل على هذا تقدم الآيات الناسخة على المنسوخة كما ذكرنا، وكذلك فان ترتيبه على حسب النزول غير مستطاع ٍلأحدٍ من البشر لأن الله لم يرد أن يكون تأليفه كتابه المعجز على حسب النزول، و إنما إقتضت حكمته أن يكون على حسب المناسبات البلاغية وأسرار الإعجاز.
وقال مكى بن ابى طالب القيسى :" الذى نذهب إليه أن جميع القرآن الذى أنزله الله وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه، ولا رفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذى بين الدفتين، والذى حواه مصحف عثمان، وأنه لم ينقص فيه شئ ولا زيد فيه، وإن ترتيبه ونظمه على ما نظمه الله ورتبه عليه رسوله من آى السور، لم يقدم من ذلك مؤخِر، ولا أخر منه و قدم وأن الأمة ضبطت عن النبى ﷺ ترتيب آيات كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها، كما ضبطت عنه نفس القراءة وذات التلاوة "
وصدق الله العظيم " كتابٌ أحكمت آياتهُ ثم فصلت " [ هود : ١ ]
*********************************
دلالة الآيات القطعية أو الظنية في القرآن


الصفحة التالية
Icon