أ – من جهة الورود : نصوص القرآن جميعها قطعية من جهة ورودها وثبوتها ونقلها عن الرسول إلينا، ومعني قطعية : أي نجزم ونقطع بأن كل نص نتلوه من نصوص القرآن الكريم هو نفسه النص الذي أنزله الله علي رسوله وبلغه المعصوم إلي الأمة من غير تحريف ولا تبديل ( بنفس المسار التاريخي الذي حكيناه في أوائل هذه الصفحات )
ب – نص ظني الدلالة : هو ما دل علي معني ولكن محتمل أن يؤول ويصرف عن هذا المعني ويراد منه معني غيره كقوله تعالي ( والمطلقاتِ يتربصن بأنفسهم ثلاثة قرؤ ) فلفظ القرؤ في اللغة العربية مشترك بين معنيين يتربصن بأنفسهن ثلاثة قرؤ، فيحتمل أن يكون ثلاثة أطهار، ويحتمل أن يراد ثلاثة حيضات فهو ليس قطعي الدلالة علي معني واحد من المعنيين ولهذا أختلف المجتهدون في هذا، ومثل قوله (حرمت عليكم الميتة والدم ) فلفظ الميتة عام والنص يحتمل الدلالة علي تحريم كل ميتة، ويحتمل أن يخصص التحريم بما عدا ميتة البحر، فالنص الذي فيه نص مشترك أو لفظ عام أو لفظ مطلق أو نحو هذا يكون ظني الدلالة.
*********************************
منزلة الحديث النبوي بالنسبة للقرآن
…منزله الحديث النبوى من ناحية الإحتجاج به في المرتبة الثانية بعد القرآن، فهو المصدر الثاني من مصادر التشريع، لأن القرآن الكريم قطعي الثبوت، وأما الحديث فهو ظني الثبوت، والقطعي من دون شك مقدم علي الظني، ثم أن الحديث بيان للقرآن، والبيان تابع للمبين فيكون المبين أولي بالتقدم.
أولاً : إذا كان الحديث مقرراً ومؤكداً لحكم ورد في القرآن كان للحكم مصدران ودليلان مثل : إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت والنهي عن الشرك، وشهادة الزور، وقتل النفس بغير حق.
ثانياً : إن بيان الحديث ( السنة النبوية ) للقرآن له ثلاثة أوجه :
١ – أن يبين الحديث مجمل القرأن:


الصفحة التالية
Icon