…كُتب القرآن كله في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم ولكنه لم يكن مجموعاً في مصحف واحد مرتب، إذ كان القرآن ينزل منجماً ( متفرقاً )علي حسب الوقائع والحوادث التي تقع في عهد التشريع فتنزل الآيات مبينة لحكم الله تعالي، كما كان لرسول الله صلي الله عليه وسلم كُتَّاباً يسجلون ما يبلغهم به النبي صلي الله عليه وسلم ويعرفون بأسم( كتبةالوحي ) ومن أشهرهم (الكرام الخلفاء الراشدين، معاوية بن أبي سفيان، خالد بن الوليد، أبي بن كعب، زيد بن ثابت، ثابت بن قيس ) وغيرهم من الصحابة، ويدونونه أولاً بأول، ويرشدهم صلي الله عليه وسلم علي الموضع المكتوب من سورته ويقول لهم : ضعوا هذه السورة بجانب تلك السورة، وضعوا هذه الآية في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا، وكانوا يكتبونه في العسب ( جريد النخل ) واللخاف ( الحجارة الرقاق ) والرقاع جلد أو ورق وقطع الجلد وعظام الأكتاف.
١ ) ولم يجمع القرآن في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم، لما كان يتوقع من نزول قرآن ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما أنتهي نزوله بوفاته صلي الله عليه وسلم، ألهم الله الخلفاء الراشدين جمعه وترتيبه علي الذي سيتبين لنا من خلال هذا السرد، وللعلم أن الإستدلال بسنية كتابته وكونها توقيفية ثابت من مجرد أن القرآن كتب كله في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى وإن كان إن ذاك غير مجموع ومرتب في مجلد واحد كالمصحف الذي هو عليه الآن وإلي جانب كونه مكتوباً لا تغفل أنه كان محفوظاً في صدور الصحابة حتى وإن تفاوتوا في الحفظ، فمنهم من حفظه كله ومنهم من حفظ أكثره أو بعضه. وعرضه جبريل مرتين علي الرسول ﷺ قبل وفاته.