... ومن أغراض القصة القرآنية إثبات الوحى والرسالة فسيدنا محمد ﷺ لم يكن قارئا ًولا كاتبا ًولا عُرِفَ عنه إنه جلس الى أحبار اليهود والنصارى، ثم جاءت هذه القصص فى القرآن وبعضها جاء فى تطويل ودقة كقصص إبراهيم ويوسف وموسى وعيسى، ومن أغراضها أيضا بيان أن الدين كله من عند الله من عهد نوح الى عهد محمد، وأن المؤمنين كلهم أمه واحدة، والله الواحد رب الجميع، وكثيراً ما وردت قصص عدد من الأنبياء مجتمعة فى سورة واحدة، معروضة بطريقة خاصة، لتؤيد هذه الحقيقة، ولما كان هذا غرضا أساسيا ًفى الدعوة، وفى بناء التصوير الإسلامى فقد تكررت مجئ هذه القصة، على هذا النحو مع إختلاف فى التعبير لتثبت هذه الحقيقة وتؤكدها فى النفوس، ومن أغراضها أيضا تبيين أن الدين كله موحد الأساس فكانت ترد قصص الأنبياء مجتمعة كذلك مكررة فيها العقيدة الأساسية، وهى الإيمان بالله الواحد، ومن أغراضها بيان الأصل المشترك بين دين محمد ودين إبراهيم بصفة خاصة، ثم أديان بنى إسرائيل بصفة عامة وإبراز ان هذا الإتصال أشد من الإتصال العام بين جميع الأديان، ومن أغراضها ايضا بيان أن الله ينصر أنبياءه فى النهاية ويهلك المكذبين وذلك تثبيتا ًلمحمد ﷺ وتأثير فى نفوس من يدعوهم للإيمان وتصديق التبشير والتحذير وعرض نموذج واقعى من هذا التصديق، وكذلك بيان نعمة الله على أنبيائه وأصفيائه، وتنبيه بنى آدم الى غواية الشيطان، وبيان قدرة الله على الخوارق وبيان عاقبة الطيبة والصلاح، وعاقبة الشر والإفساد والذى يتتبع قصص القرآن يجد عقب كل قصة تعقيباً دينياً يناسب العبرة فيها أو يجد التوجيهات منثورة فى ثناياها بكثرة ووفرة تدل على الغرض الأساسي من سياق القصة وهو الغرض الدينى.
*********************************
فضل وأثر القرآن
فى اللغة العربية ( لغة القرآن )


الصفحة التالية
Icon