.... وإذا كان الوحى أو الروح القدس هى الوسيلة الإلهية التى أوصلت القرآن من الله سبحانه وتعالى الى الرسول ﷺ، فإن العربية ستبقى بعد توقف الوحى وختام النبوة هى الوسيلة الإلهية التاريخية الدائمة والمستمرة لتوصيل الحقيقة الى سائر البشر، وهى تواصل الآن فى توصيلها القرآن وتعاليمه إلى كل عقل بشرى مهمة الوحى الأولى التى تمت بتوقف الوحى.
والقرآن الكريم جعل اللغة العربية لسان الدولة الإسلامية، وجعلها لغة تعليمية، ومن ثم لغة ًعالمية بعد أن كان المتحدثون بها لا يزيدون على بضعة ألاف، فصار يتحدث ويكتب بها اليوم الملايين من البشر من كافة الأجناس فى معظم أصقاع العالم الذى نعيش فيه.
ترجمة القرآن
... وترجمة القرآن هى نقله من اللغه العربية ـ لغته الأصليةـ إلى اللغات الاجنبية المختلفة ليطَّلع َعليها من لا يعرف اللغة العربية، ويفهم مراد الله عز وجل من كتابه العزيز، وتنقسم هذه الترجمة الى قسمين : ترجمة حرفيه ( لفظية ) وهى أن يترجم القرآن بألفاظه ومفرداته وجمله وتراكيبه ترجمة طبق الأصل الى هذه اللغات، وترجمة تفسيرية(معنوية) وهى ترجمة معانى الآيات الكريمة بحيث لا يتقيد الإنسان باللفظ وإنما يكون همه المعنى الى الأصل فيفهمه ثم يصبه فى قالب يؤديه من اللغة الأخرى ويكون هذا المعنى موافقا لمراد صاحب الأصل من غير أن يكلف نفسه عناء البحث والوقوف عند كل مفرد من المفردات أو لفظ من الألفاظ،
.... ويجب العلم بعد ما تقدم أن الترجمة الحرفية للقرآن غير جائزة ولذلك لما يأتى :
أنه لا يجوز كتابة القرآن بغير حرف اللغة العربية لئلا يقع التحريف والتبديل
إن اللغات ( غير العربية ) ليس فيها من الألفاظ والمفردات والضمائر ما يقوم مقاما الألفاظ العربية


الصفحة التالية
Icon