وإذا كان البخارى لم يرو عنه حديثا ً فلم يكن علة هذا ضعف حديثه ولكن السبب الجُهال الذين يدخلون عليه ويخرجون من عنده بأحاديث كلها كذب وموضوعة على جعفر وزَعِمَ الغُلاة من الشيعة: أن فى القرآن سورة تسمى بسورة الولاية تُبشر بولاية عَلىّ قد أُسْقِطَتْ بالكامل، وهى سورة فيها محاكاة لنظم القرآن، وتبديل المعانى و نحن نُبرء فاطمة رضى الله عنها و عن آل البيت، ونُبرء الشيعة المعتدلون من الإمامية والزيدية الذين يعيشون بيننا الآن و ينكرون أى تحريف سواء بالزيادة أو بالنُقصان فى القرآن وها هو الطبرسى وهو من أكابر علماء الشيعة فى القرن السادس الهجرى يقول فى كتابه مجمع البيان فى تفسير القرآن عكس ما جاء به المتطرفون من الشيعة :( أما الزيادة فى القرآن فمجمعٌ على بطلانها، فأما النُقصان فهو أشد إستحالة، ثم قال : إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة، فإن العناية إشتدت والدواعى توافرت على نقله وحراسته وبلغت على حد لم يبلغه شئ فى الوجود، لأن القرآن مفخرة النبوة، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا فى حمايته الغاية القصوى حتى عرفوا كل شئ اختلف من تفسيره وأحكامه وإعرابه وقراءاته ورسمه وضبطه وعدد آياته وعدد نقطه وحركاته فكيف يتخيل عاقل بعد تلك العناية الفائقة بالقرآن الكريم أن يحصل فيه نقص أو زيادة مع هذا الضبط الشديد " ويوضح الشيخ رضا المظفر و يؤكد :( هذا الذى بين أيدينا – نحن الشيعة الإثنا عشرية – نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبى، ومن إدعى فيه غير ذلك فهو مختلق أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى ) وبناء على ذلك أكد المستشرق الفرنسى[ لوبلوا] فى كتابه ( القرآن والتوراة العبرية ) :﴿ أن القرآن هو اليوم الكتاب الربانى الوحيد الذى ليس فيه أى تغيير يُذكَرْ ﴾ وكان المستشرق


الصفحة التالية
Icon