٦) ولم يعرف تقسيم بهذا الشكل الذي بين أيدينا في الصدر الأول من الإسلام من أجزاء وأحزاب وأرباع، بل كان كتاب المصحف في عصرهم يضعون ثلاث نقط عند أخر كل فاصله من فواصل الآيات لكي يعلم بها إنتهاء الآية، ويضعون لفظ خمس عند إنتهاء عشر آيات، ويكرروا، وكان بعضهم يضع إسم السورة ويذكرونها مكية أم مدنية، ثم قامت طائفة من العلماء فقسمت القرآن إلي أجزاء، وكل جزء قسموه إلي حزبين، وكل حزب قسموه إلي أربعة أقسام، وكل قسم سموه ربعاً، وكل ربع قسموه إلي عشرين، وهذا ما ساهم في ترغيب القارئ للإستزادة، ويُسر في الحفظ.
*******************************
لمحات عن كتبة وحي القرآن
أردت هنا وقفة إطمئنان لك – أخي وأختي المسلمة – عن كتبة القرآن علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم تلقياً من فمه الشريف، وممن شارك في جمعه في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، وأخترت مبتدئاً بالصحابي الجليل :
١ ) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، وكنيته ( أبا المنذر )، شهد العقبة مع السبعين، والمشاهد كلها مع رسول الله صلي الله عليه وسلم، وكان من كتبة الوحي كما ذكرنا، وهو أحد الذين حفظوا القرآن كله علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم، وليس ذلك فحسب بل كان أيضاً أحد الذين يُفتون على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم، تخيل وتأمل يفتي ورسول الله قائماً، ثم أكثر من ذلك … وإقرأ هذا الحديث الذي أخرجه البخاري في فضائل أُبيّ، وأخرجه مسلم في فضائل القرآن :
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لأبي بن كعب :" إن الله – عز وجل – أمرني أن أقرأ عليك ( لم يَكُنِ الَّذينَ كفروُا ) أول سورة البينة، قال وسمَّاني لك ؟ قال: نعم، فبكي.


الصفحة التالية
Icon