فإن قلت: قد قال تعالى: (ؤتؤ كان من جمئل! غير ألتيما تؤتجذوا مقيما اختلآفأ كتيرآ! أ النساء: ٨٣،. وقد وجدنا فيه اختلافا وتفاوتا في الفصاحة؟ بل نجد فيه الأفصح والفصيح. والجواب أنه لو جاء القرآن على غير ذلك لكان على غير النقط العتاد في كلام العرب من الجمع بين الأفصع! والفصيح، فلا تتم الحجة في الإعجاز، فجاء على نمط كلامهم العتاد ليتم ظهور العجز عن معارضته ولا يقولوا مثلاً أتيت بما لا قدرة لنا على جنسه، كما لا يصح للبصير أن يقول للأعمى: قد غلبتك بنظري؟ لأنه يقول له: إنما تتم لك الغلبة لو كنمط قادرة على النظر، وكان نظري أقوى من نظرك؟ فأما إذا فقد أصل النظر فكيف! تصح مني العارضة.
وقيل: إن الحكمة في تنزيه القرآن عن الشعر ا!لوزون- مع أن الشعر ا!لوزون
من الكلام زتتته فوق رتبة غيره- أن القرآن منبع الحق، وجمع الصدق؟ وقصارى أمر الشاعر التخييل بتصور الباطل في صورة الحق، والإفراط في الإطراء، والمبالغة في الذم والإيذاء، دون إظهارءالحق، وإثبات الصدق؟ ولهذا نزه الله نبيه !م!د عنه؟ ولأجل يثهرة الشعر بالكذب سمى أصحاب البرهان القياسات ا!لؤدية في أكد الأمر إلى البطلان والكذب: ثيغرية.
وقال بعض الحكماء: لم عز فتذتن صادق اللهجة ففلق في شعره؟ وأما ما وجد في القرآن مما صورته صورة ا!لوزون فالجواب عنه أن ذلك لا يسمى شعرا؟ لأن من شرط الشعر القصد، ولو كان شعره لكان من اتفق له في كلامه شيء موزون شاعرا؟ فضلان الناس كلهم شعراء؟ لأنه قل أن يخلو كلام أحد عن ذلك.
وقد ورد ذلك على الفصحاء، فلو اعتقدوه شعرا لبادروا إلى معارضته والطعن عليه، لأنهم كانوا أحرص شيء على ذلك؟ وإنما يقع ذلك لبلوغ الكلام الغاية الفمئوى في الانسجام. وقيل البيت الواحد وما كان على وزنه لا يسمى ثعرآ. وأقل الشعر بيتان " فصاعدا. وقال الرجز لا يسمى شعرا أصلاً وقيل: أقل ما يكون من الرجز شعرت أربعة أبيات؟ وليس ذلك في القرآن بحال.


الصفحة التالية
Icon