وثانيها إظهار التفاضل وتفاوت الدرجات؟ إذ لو كان القرآن كله محكما لا يحتاج إلى تأويل ونظر لاستوت منازل الخلق، ولم يظهر فضل العالم على غيره. وإن كان مما لا يمكن علمه فله فوائد: منها ابتلاء العباد بالوقوف عنده والتوقف فيه، والتفويض والتسليم، والتعهد بالاشتغال به من جهة التلاوة كالنسور، وإن لم يجز العمل بما فيه. وإقامة الحجة عليهم، لأنه لو أنزل بلسانهم ولغتهم وعجزوا عن الوقوف على معناه مع بلاغتهم وإفهامهم دل على أنه نزل من عند الله، وأنه الذي أعجزهم عن الوقوف.
وقال الإمام فخر الدين: من الملحدة من طعن في القرآن لأجل اشكاله على المتشابهات؟ وقال: إنكلم تقولون إن تكلاليف الخلق مرتبطة بهذا القرآن إلى يوم القيامة؟ ثم إنا نراه بحيث يتمسك به صاحمث كل مذهب على مذهبه، فائخئري يتمسك بآيات الجبر؟ كقوله: (وجغفتا غنى قلوبهم أيهتة أن تفقفوة وفي آذايهئم ؤقرأ! أ الأنعام: ٢٥،. والقدري يقول: هذا مذهب الكفار؟ بدليل أنه تعالى حبلى ذلك عنهم في معرض الذم لهم في قوله: (وقالوا قلوبنا في أيهتيما مما تدعونا إليه وقي آذاننا وقرر أ السجدة: ه،. وفي موضع آخر: (وقالوا ففوئتا غرف ! أ البقرة: ٨٨،. ومنكر الرؤية يتمسك بقوله: ولا ئذيى كل الأبصار! أ الأنعام: ١٠٣،. ومثبت الجهة يتمسك بقوله: ويخافون زتفئم من فرقهم ! أ النحل: ٥٠،. (الرحن غنى الرش اشتؤى! أطه: ه، والنافي يتمسك بقوله: وليس كمتلق شيء! أ الشورى: ا ا،. ثم يسمي كل واحد الآيات الوافدة لمذهبه محكمة، والآيات الخالصة له متشابهة؟ وإنما آل في ترجيح بعضها على البعض إلى ترجيحات خفية، ووجوه ضعيفة؟ فكيف يليق بالحكيم أن يجعل الكلتاب الذي هو الرجوع إليه في كل الدين إلى يوم القيامة هكلذا؟
قال: والجواب أن العلماء ذكروا لوقوع المتشابه فوائد لوجوه:
منها أنه يوجب مزيد الشقة في الوصول إلى الراد منه، وزيادة الشقة توجب مزيد الثواب.
١٢٠


الصفحة التالية
Icon