في طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله في كتابه؟ فلذلك حارت العقول وتاهت البصائر عنده.
فإذا علمت غاز الخلق عن تحصيل وجوه إعجازه فلا فائدة ذكرها؟ لكنا نذكر بعضها تطقلأ على من سبق، فإن كنت لا ممن أجول في صيدا ٣٣، ولا أغذ من فرسا ٣٣ لغفرئر إن دار كريم أبناء الدنيا تتحمل من تثقل عليه فكيف بأكرم الأكرمين وأرحم الراحمين؟ وإن كانت بعض الأوجه لا تعد عن إعجازه فإنما ذكرتها للاطلاع على نجعل معانيه؟ فيثلج له صدرك، وتبتهج نفسك. فإن وجدت له حلاوة فلا تنس أخاك الغريق بدعوة أن يتفضل عليه سبحانه في دار كرامته بخلق ستضع- وقوة حتى يدرك به كلامه القديم، فإنه منعه في هذه الحياة الدنيوية لذيذ المناجاة له بسبب ذنوبه؟ مصداقا قوله تعالى: (سأصئر! غن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ! أ الأعراف: ١٤٦،.
وانظر إلى ما صح عن حليمه موسى عليه السلام أنه كان يسد أذنيه لئلا يسمبر كلام الخلق؟ إذ صار عنده وأشد ما يكون من أصوات البهائم النكرة، حتى لم يكلن يستطيع سماعه بجذثان ما ذاق منا اللذات التي لا يحاط شكا ولا تكتف عند سماع كلام من ليس كمثله شيء جل وعلا.
ولولا أنه سبحانه يغتبه عما ذاق عند مناجاته مما لا يقدر على وصفه لا أمكن
أن يأنس إلى شيء من الخلوقات أبدآ، ولما انتفع به أحد، فسبحانه من لطيف، ما أوسع كرمه وأعظم جلالها
ومن أعجب الأمر في هذا عدم ذوبان اللذات وتلاشيها حتى تصير عدمه محضر عند اطلاعها من ذي الجلال عما اطلعت عليه، لولا أنه أثبتها وأمسكها؟ يشهد لهذا ما صح عن ابن الأسمر- وكان من الأبطال- أنه رأى مرة في نومه حوراء كلمته فبقي نحو شهرين أو ثلاثة لا يستطيع أن يسمع كلامه إلا تقيأه. فانظر هذا الأمر كيف صار كلائم الناس بالنسبة إلى كلام الحوراء الذي هو
من جنس كلامهم أدنى وأقبح من صوت الحمير والكلاب بالنسبة إلى كلام ١١


الصفحة التالية
Icon