وأما التوشيح فهو أن يكون في أول الكللام ما يستلزم القافية. والفرق بينه وبين التصدير أن هذا دلالته معنوية، وذلك لفظية، كقوله تعالى: فإن الله اضطقى آدم... ! أ آل عمران: ٣٣، الآية؟ فإن اصطفى يدل على أن الفاصلة العالمين لا باللفظ؟ لأن " العالمين لا غير لفظ " اصطفى "، ولكون بالمعنى؟ لأنه يعم أن من لوازم اصطفاء شيء أن يكون مختارا على جنسه، وجنس هؤلاء الصدفين " العالمين !. وكقوله: (وآية تفهم الليل نسئقح مئة التجار... ! أمس: ٣٧، الآية. قال ابن أبي الإصبع: فإن من كان حافظا لهذه السورة فتقطنآ إلى أن مقاطع فيها النون المرهفة، وسمع في صدر الآية انسلاخ النهار من الليل عم أن الفاصلة " مظلمون "؟ لأن من انسلخ النهار عن ليله نظم؟ أي دخل في الظلمة؟ ولذلك سمي توشيحا؟ لأن الكللام لما دل أوله على آخره نقل المعنى منزلة الويثاح، ونزل أول الكللام وآخره منزلة العاتق والك!ثئح اللذين يجول عليهما ا لويثاخ.
وقسم البديعيون السجع ومثله الفواصل إلى أقسام: مطرف، وفتواه، ومحو ا زن، ومر صاع، ومتما ال.
فالتطرف: أن تختلف الفاصلتان في الوزن ويتفقا في حروف السجع؟ نحو: كما لكلم لا تيخون دايما وقارا وقد خلقكلم أطؤارأ! أ نوح: ١٢، ١٣،. والتوازي: أن يتفقا وزنا وتقنية، ولم يكلن ما في الأولى مقابلا لما في الثانية
في الوزن والتقنية؟ نحو: رفيقا سئزز مرفوعة وأكواصث موضوعة! أ الغاشية: ١٣، ١٤،.
والتوازن: أن يتفقا في الوزن دون التصفية، نحو: (ونمايى ن قضفوفة. ورقابي قئثوثة! أ الغاشية: ١٥، ١٦،.
والمراتع: أن يتفقا وزنا وتقنية، ويكون ما في الأولى مقابلا لما في الثانية كذلك؟ نحو: فإن فتئنا إيانجفئم. ثم إن علينا حسابهم ! أ الغاشية: ٢٥، فإن الأبراج تمت نعم فإن الفخار لفي تحجيم ! أ الانفطار: ١٤،. ٣٩


الصفحة التالية
Icon