ويكون الإطنات بالتكرير نحو ) كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ( وذكر خاص بعد عام تنبيها على فضل الخاص نحو ) من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال (
علم البيان
علم يعرف به إيراد المعنى الواحد المدلول عليه بكلام مطابق لمقتضى الحال بطرق من التراكيب مختلفة في وضوح الدلالة عليه بأن يكون بعضها أوضح في الدلالة وبعضها واضحا وهو أخفى بالنسبة إلى الأوضح
وخرج إيراده بطرق مختلفة في اللفظ دون الوضوح وعقد هذا العلم لاشتراط الوضوح والخلو من التعقيد في فصاحة الكلام المأخوذ في حد البلاغة وافتتحت كغيري بتقسيم الدلالة لأبني عليه وجه انحصار العلم في أبوابه الثلاثة فقلت دلالة اللفظ على تمام ما وضع له وضيعة لأن الواضع إنما وضع اللفظ لتمام المعنى كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق وعلى جزئه كدلالة الإنسان على الحيوان أو الناطق وعلى لازمه الخارج عنه كدلالة الإنسان على الضاحك عقليتان لأن دلالة اللفظ على الجزء أو اللازم إنما هي من جهة حكم العقل بأن حصول الكل أو الملزوم مستلزم لحصول الجزء أو اللازم
والأول لا تعلق له بهذا الفن لأن إيراد المعنى بطرق مختلفة في الوضوح لا بتأتى بالوضعية إذ السامع إن كان عالما بوضع الألفاظ للمعنى لم يكن بعضها أوضح عنده من بعض وإلا لم يكن شيء من الألفاظ دالا لتوقف الفهم على العلم
والأخير أي العقلي الشامل للجزء واللازم وهو المبحوث عنه في هذا الفن إن قامت قرينة على عدم إرادته أي ما وضع له فهو مجاز وإلا فكناية وقد يبنى المجاز على التشبيه إذا كان استعارة فانحصر المقصود من علم البيان فيها أي التشبيه والمجاز والكناية


الصفحة التالية
Icon