التشبيه الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى كزيد أسد وصم بكم عمي وطرفاه أي المشبه والمشبه به إما حسيان أي مدركان بإحدى الحواس الخمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس كالصوت الضعيف بالهمس والخد بالورود والنكهة بالعنبر والريق بالشهد والجلد الناعم بالحرير أو عقليان كالعلم بالحياة والجهل بالموت أو مختلفان بأن يكون المشبه عقليا والمشبه به حسيا كالمنية بالسبع أو عكسه كالعطر بخلق الكريم
ووجهه أي التشبيه ما يشتركان أي المعنى الذي قصد اشتراكهما فيه تحقيقا أو تخييلا بأن لا يوجد ذلك المعنى في الطرفين أو أحدهما إلا على سبيل التخييل والتأويل كقوله
وكأن النجوم بين دجاها
سنن لاح بينهن ابتداع
فوجه التشبيه وهو الهيئة الحاصلة من حصول أشياء مشرقة بيض في جوانب شيء مظلم أسود غير موجود في المشبه به وهو السنن بين الابتداع إلا على طريق التخييل لأن البدعة تجعل صاحبها كالماشي في الظلمة فلا يهتدي لطريق ولا يأمن أن يناله مكروه فشبهت بها ولزم بعكسه تشبيه السنة بالنور وشاع حتى تخيل أن السنة مما له بياض وإشراق والبدعة مما له سواد وإظلام فصار كالتشبيه ببياض الشيب وسواد الشباب
وأداته مرت في علم التفسير وهي الكاف ومثل وكأن ثم هو أي
التشبيه أقسام كثيرة لأنه إما مفرد بمفرد وهما مقيدان كقولهم لمن لا يحصل من سعيه على طائل هو كالرقم على الماء فالمشبه الساعي مقيد بأن لا يحصل من سعيه على شيء والمشبه به الراقم مقيد بكونه على الماء وهما مفردان أو مفرد بمفرد لا مقيدان كتشبيه الخد بالورد أو مفرد بمركب كقوله
وكان محمر الشقيق إذا
نصوب أو تصعد
أعلام ياقوت نشرن
على رماح من زبرجد
فالمشبه الشقيق مفرد والمشبه به أعلام ياقوت منشورة على رماح من زبرجد مركب من عدة أمور أو عكسه أي تشبيه مركب بمركب كقوله
كان مثار النقع فوق رؤسنا
وأسيافنا ليل تهادى كواكبه


الصفحة التالية
Icon