أو اجتمع طرفاها أي المستعار له ومنه في شيء ممكن فوفاقية كقوله تعالى ) أو من كان ميتا فأحييناه ( أي ضالا فهديناه استعير الإحياء وهو جعل الشيء حيا للهداية التي هي الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب والإحياء والهداية يمكن اجتماعهما أو أجتمعتا في ممتنع فعنادية كاستعارة اسم المعدوم للموجود لعدم نفعه أو الموجود للمعدوم لآثاره التي تحيي ذكره إذ اجتماع الوجود والعدم في شيء ممتنع أو ظهر جامعها فعامية مبتذلة نحو رأيت أسدا يرمى وإلا بأن خفي فلا يدرك إلا بفكر وتدقيق فخاصية أو كان لفظها أي اللفظ المستعار فيها إسم جنس فاصلية كاستعارة أسد للشجاع وقتل للضرب الشديد وإلا بأن كان فعلا أو وصفا أو حرفا فهي تبعية نحو نطقت الحال أو الحال ناطقة بكذا إستعير النطق للدلالة ووجه
التشبيه إيصال المعنى للذهن وإيضاحه نحو قوله تعالى ) فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ( إستعيرت لام التعليل للغاية أو لم تقترن بصفة ولا تفريع مما يلائم المستعار له أو منه فمطلقة نحو عندي أسد أو قرنت بما يلائم المستعار له فمجردة كقوله
غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا
علقت بضحكته رقاب المال
أي كثير العطاء إستعار له الرداء لأن العطاء يصون صاحبه كما يصون الرداء ما يلقي عليه ثم وصفه بالغمر الذي يناسب العطاء تجريدا
أو قرنت بما يلائم المستعار منه فمرشحة كقوله تعالى ) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم ( استعير الاشتراء للاستبدال ثم فرع عليهما ما يلائم الاشتراء من الربح والتجارة أو اضمر التشبيه في النفس فلم يصرح بشيء من أركانه سوى المشبه فبالكناية أي فهو استعارة بالكناية ويدل عليه أي على التشبيه المضمر إثبات أمر مختص بالمشبه به للمشبه وهو أي الإثبات المذكور الإستعارة التخييلية كقوله
وإذا المنية أنشبت أظفارها
شبه المينة في اغتيال النفوس بالقهر والغلبة بالسبع وأثبت لها أمرا مختصا به وهو الأظفار