وتلويح وهو ما كثرت فيه الوسائط كما في كثير الرماد ورمز وهو ما قلت وسائطه مع خفاء في اللزوم كعريض القفا كناية عن الأبله وإيماء وإشارة وهما ما قلت وسائط بلا خفاء كقوله
أو ما رأيت المجد ألقى رحله
في آل طلحة ثم لم يتحول
وهي والمجاز والاستعارة أبلغ من الحقيقة والتصريح والتشبيه لف ونشر مشوش أي الكناية أبلغ من التصريح لأن الإنتقال فيها من الملزوم إلى اللازم فهو كدعوى الشيء ببينة والمجاز أبلغ من الحقيقة لذلك الاستعارة أبلغ من التشبيه لأنها مجاز وهو حقيقة
علم البديع
علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال ووضوح الدلالة أي الخلو عن التعقيد لأنها إنما تعد محسنة بعدهما
أنواعه أي البديع وهي الوجوه المذكورة كثيرة جدا تربو على المائتين وفي بديعية الصفى منها مائة وخمسون نوعا ومر منها كثير في فني المعاني والبيان كأقسام الإطناب ونذكر هنا غالبها
المطابقة الجمع بين ضدين في الجملة أي متقابلين سواء تضادا في الحقيقة نحو ) يحيي ويميت ( ) وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ( أم لا نحو ) لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ( ) ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا فإن ذكر معنيان فأكثر ثم ذكر مقابلهما مرتبا فمقابلة كقوله تعالى ) فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ( وقول الصفي كان الرضى لدنوي من خواطرهم فصار سخطي لبعدي عن جوارهم وأذكر متناسبان فأكثر فمراعاة النظير كقوله تعالى ) الشمس والقمر بحسبان ( وقول البحتري في صفة الإبل
كالقسى معطفات بل الاسهم
مبرية بل الأوتار
أو ختم الكلام بمناسب المعنى المبتدأ به فمتشابه الاطراف كقوله تعالى ) لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ( فإن اللطيف يناسب كونه غير مدرك والخبير يناسب كونه مدركا أو ذكر قبل العجز من الفقرة أو البيت ما يدل عليه فإرصاد وتسهيم كقوله تعالى ) وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (
) وقوله


الصفحة التالية
Icon