إلا الأذلان غير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته
وذا يشج فلا يرثي له أحد
وفي البيت الأول التوشيع فإن قسمت بعد الجمع فجمع وتقسيم كقوله
حتى أقام على أرباض خرشنة
يشقي به الروم والصلبان والبيع
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا
والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
التجريد أن ينتزع من أمر ذي صفة أمر آخر مثله فيها مبالغة في كمالها أي الصفة فيه أي الأمر كقولك لي من فلان صديق حميم أي بلغ من الصداقة حدا صح معه أن يستخلص منه آخر مثله فيها
المبالغة أن يدعي لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستحيلا أو مستبعدا لئلا يظن أنه غير متناه فيه فإن أمكن المدعي عقلا وعاد فتبليغ كقوله في صفة الفرس
فعادي عداء بين ثور ونعجة
درا كأفلم ينضح بماء فيغسل
أدعى أنه أدرك ثور أو بقرة وحشيين في مضمار واحد ولم يعرق وذلك ممكن عقلا وعادة أو أمكن عقلا لإعادة فإغراق بالمعجمة كقوله في النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾
لو شاء إغراق من ناوأه مد له
في البر بحرا بموج منه ملتطم
وهما مقبولان أو لم يكن لا عقلا ولا عادة فغلو والمبقول منه ما قرب إلى الصحة بلفظ يدخل عليه كيكاد كقوله تعالى ) يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ( أو تضمن تخييلا حسنا كقوله
يخيل لي أن سمر الشهب في الدجى
وشدت بأهداب إليهن أجفاني
إدعى أنه يخيل أن النجوم محكمة بالمسامير لا تزول من مكانها وأن جفون عينيه شدت بأهدابها إليها لطول سهره في ذلك الليل وهو ممتنع عقلا وعادة لكنه تخيل حسن أو تضمن هزلا كقوله
اسكر بالأمس إن عزمت على الشرب
غذا إن ذا من العجب
ولا يقبل منه غير ذلك كقوله
وأخفت أهل الشرك حتى أنه
لتخافك النطف التي لم تخلق