بعتيبة بن الحارث بن شهاب
ومنها أي أنواع البديع القول بالموجب بأن تقع صفة في كلام الغير كناية شيء فتثبتها لغيره كقوله
وإخوان حسبتهم دروعا
فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاما صائبات
فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب
لقد صدقوا ولكن عن ودادي
وتجاهل العارف بأن يساق المعلوم مساق المجهول كقولها
أيا شجر الخابور مالك مورقا
كأنك لم تجزع على ابن طريف
وقوله
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا
ليلاي منكن أم ليلي من البشر
والهزل المراد به الجد كقوله
إذا ما تميمي أتاك مفاخرا
فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب
وما مر من الأنواع معنوي واللفظي أنواع منها الجناس بين اللفظين وهو تشابهما لفظا فإن أتفقا حروفا وعددا وهيئة وكانا من نوع كإسمين فمماثل نحو ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة أو من نوعين كاسم وفعل فمستوفي كقوله
ما مات من كرم الزمان فإنه
يحيا لدى يحيى بن عبد الله
أو أحدهما مركب من كلمتين فتركيب فإن اتفقا خطأ فمتشابه كقوله
إذا ملك لم يكن ذاهبه
فدعه فدولته ذاهبه
وإلا بأن اختلفا خطأ فهو مغروق كقوله
كلكم قد أخذ الجام ولا جام لنا
ما الذي ضرمير الجام لو جاملنا
أو اختلفا شكلا فمحرف أو نقطا فمصحف مثالهما قولهم جبة البرد جنة البرد أو اختلفا عددا فناقص فإن كان الزائد بحرف في الأول فمطرف كقوله تعالى ) والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ( أو بحرف في الوسط فمكتنف نحو جدي جهدي أو بحرف في الآخر فمذيل نحو دمعي هام هامل وقلبي واه واهل أو اختلفا حرفا أي في جنس الحرف لا العدد فإن تقاربا مخرجا فمضارع نحو بيني وبينك ليل دامس وطريق طامس وهم ينهون عنه وينأون عنه الخيل معقول في نواصيها الخير وإلا فهو لاحق نحو ) ويل لكل همزة لمزة ( ) بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ( ) جاءهم أمر من الأمن (