الغذاء بالمعجمة وهو القوت جسم من شأنه أن يصير جزءا شبيها بالمغتذي فإنه إذا استقر في المعدة انهضم كما تقدم فيصير كيلوسا أي جوهرا سيالا يشبه ماء الكشك الثخين ثم ينجذب لطيفه فيجري في عروق متصلة بالإمعاء فيصل إلى العرق المسمى باب الكبد وينفذ في أجزاء صغيرة ضيقة بباب الكبد فيلاقيها بكليته فينطبخ فيعلوه شيء كالرغوة وهو الصفراء ويرسب فيه شيء وهو السوداء ويحترق شيء وهو البلغم والمستصفى هو الدم وبه تغتذي الأعضاء ويصير جزءا منها ويدل على أن الغذاء جزءا من المتغذي من الحديث قوله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ من
نبت لحمه من سحت فالنار أولى به رواه الطبراني
الخلط جسم رطب سيال يستحيل إليه الغذاء أولا بالهضم الكبدي المذكور الأخلاط التي عرف جنسها أربعة دم فبلغم فصفراء فسوداء وعطفها بالفاء للإشارة إلى أن كلا أشرف مما يليه اشرفها الدم لأن به غذاء البدن ويليه البلغم لأنه دم بالقوة ثم الصفراء لأنها توافقه في كيفية والسوداء تخالفه في كيفيتين
الأسباب لكل مركب أربعة مادي وهو ما يحصل به إمكان الشيء وفاعلي وهو المؤثر في وجوده وصوري وهو الذي يجب عند حصوله اغائي
وهو ما لأجله وجوده كالسرير مثلا مادته الخشب وفاعله النجار وصورته الهيئة المعروفة وغايته الجلوس عليه
الأسنان أربعة النمو أي الزيادة وهي إلى نحو ثلاثين سنة فالوقوف وهي إلى نحو أربعين فالانحطاط مع بقاء القوة وهو إلى نحو ستين فضعفها أي فسن الإنحطاط مع الضعف وهو إلى آخر العمر ومنتهاه الطبيعي مائة وعشرون سنة
الأعضاء أجسام متولدة من كثيف الأخلاط كما تقدم ومنها مفرد وهو ما يشارك فيه الجزء الكل في الاسم كاللحم والعصب ومركب وهو بخلافه كاليد والوجه إذ لا يسمى جزء اليد يدا وجزء الوجه وجها ورئيسها القلب شرعا وطبا قال ﴿صلى الله عليه وسلم﴾