والآفة تغير في العضو أو بطلان له أو نقصان أجناس المرض ثلاثة أحدها سوء المزاج وإنما يعرض للأعضاء المتشابهة الأجزاء دون المركبة وثانيها فساد التركيب وتحته أربعة أنواع فساد الخلقة بأن يتغير الشكل عن مجراه الطبيعي كاعوجاج المستقيم وتربيع المسند وبالعكس أو المجاري بأن تنسد أو تضيق أوتتسع أو التجاويف بأن تصغر أو تخلو أو بالعكس وفساد الوضع كالانخلاع والزوال بدونه وتحركه لا على المجرى الطبيعي والإرادي أو عدمه وفساد المقدار بالزيادة كالورم أو النقصان كالضمور وفساد العدد بالزيادة كسلعة وأصبع أو النقص كنقصها
وثالثها تفرق الاتصال كالفك والفتق والجرح فالقصير الخطير من المرض حاد والحاد جدا ينقضي في أربعة أيام ودونه فيما بين التاسع والحادي عشر ودونه في أربعة عشر يوما والقليل الحدة فيما بعدها إلى سبعة وعشرين والطويل بأن جاوز الأربعين يوما مزمن وتشخيصه أي المرض أصل العلاج وإلا فمن عالج بلا تشخيص خطؤه أقرب من إصابته
الأسباب للأمراض ثلاثة لأن السبب إما بدني مولد بواسطة فالسابق كالإمتلاء للحمى أو بدني مولد بدونها فالواصل كالعفونة للحمى أو خارجي فالبادي كالغم والسهر وشدة الحركة للحمى
البخر إن تغير عظيم يحدث في المرض يفضي إلى صحة أو عطب
ويكون تارة بأن تقهر الطبيعة المرض وتدفعه بالتمام وهو الكامل وتارة بأن تقهره قهرأ تتمكن به من قهره بالتمام وهو الناقص وتارة بأن تدفعه عن القلب والأعضاء الرئيسة إلى بعض الأطراف وهو الانتقال وتارة بأن يستولي المرض فيفسد البدن به أو بآخر يكون الأول مهيأ له وهو الرديء
الأمور الضرورية
الأمور الضرورية ستة منها الهواء وهو أشدها احتياجا إليه وأفضله المكشوف للشمس لأنها المصلحة له إلا إذا فسد فسادا عاما فإن المكشوف حينئذ أقتل من المغموم والمحجوب


الصفحة التالية
Icon