ومنها المأكول ويختلف حاله بالأمراض وأصلح الخبز المختمر النضيج التنوري البري لأن ما اجتمعت فيه الأوصاف المذكورة أخف على المعدة وأسرع للهضم والأصلح في الطاعون الشعير لأنه بارد يابس وأقل غذاء من البر والملائم للطاعون ما مال إلى البرد والجفاف وتخفيف المعدة إذا أقبل الأبدان له الرطبة وأبعدها منه الجافة
وأصلح اللحم الحدث الطري للطفه وكثرة غذائه وقبوله للهضم بخلاف ضده وأفضله الضأن وأطيبه لحم الظهر فقد روى النسائي وابن ماجة حديث
أطيب اللحم لحم الظهر وروى ابن ماجة أيضا حديث
سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم
وأصلح البقول الخس لأنه أغذاها ومنها المشروب وأفضله الماء الخفيف الصافي الحلو البارد السريع البرودة والسخونة للطاقة جوهره الجاري على طين المسيل لا حماة ولا سبخة ويليه الصخر من علو إلى أسفل في جهة المشرق في أودية عظيمة مكشوفة للشمس والرياح بخلاف ما فقد صفة من هذه الأوصاف فإنه يورث أمراضا بحسب تلك الصفة كالسدد في الكدر والهزال والتجفيف في المالح وضعف المعدة في السخن والطحال وغيره في الراكد وقد روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان أحب الشراب إلى رسول
الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ الحلو البارد وروينا في المائتين للصابوني حديث سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الغاغية
ووقته أي الشرب بعد ذوب الأغذية وأقله ساعة وشيء وأكثره ثلاث من الساعات الزمانية فإن أكل حريفا أو مالحا أو حارا أو يابسا وجب الشرب معه أي الأكل فضلا عن أن يكون بعده وقد صح أنه ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ أكل رطبا وشرب عقبة الماء والرطب جار