ومنها الحركة والسكون افضلهما المعتدل فإن المفرط منهما يبرد ويجفف ومنها اليقظة والنوم وأجوده المعتدل المصتل الليلي الواقع بعد الهضم بخلاف النهاري فهو رديء ثم تركه لمن يعتاده بلا تدريج أردأ وأردأ منه التململ من سهر ونوم والزائد على الاعتدال أو الناقص عنه مذموم شرعا وطبا وعقلا وعرفا دليل الشرع في الزائد حديث
يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان وحديث
ذكر عن رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ رجل نام حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنه رواهما الشيخان وفي النقص قوله عليه السلام
نم وقم فإن لجسدك عليك حقا وقوله
إني أنام وأقوم رواهما أيضا الشيخان
ودليل الطب في الزيادة إحداث بلادة القوي النفسانية والأمراض الباردة وفي النقص إحداث أمراض حادة وإحراق الأخلاط واختلاط العقل
النبض حركة أوعية الروح مؤلفة عن انبساط وانقباض لتدبيرها أي الروح بالنسيم المستنشق
في فصول السنة
تدبير الفصول الأربعة
الربيع وهو اسم لربع محيط منطقة فلك البروج أولها أول الحمل وآخرها
آخر الجوزاء تدبيره الفصد والإسهال عادة أو حاجة لهيجان الأخلاط فيه الصيف وهو من أول السرطان إلى آخر السنبلة تدبيره إنقاص الغذاء لضعف الهضم فيه بتوجه الحرارة إلى الظاهر وبرد الجوف لا تركه لأنه يؤدي إلى الذبول لأنه مفرط التحليل وترك الرياضة لأنها محللة وهو كذلك فيكثر التحليل وهي أي الرياضة حركة إرادية تحوج إلى التنفس العظيم كالمصارعة والمعالجة وركض الدابة وركوب السفينة
الخريف وهو من أول الميزان إلى آخر القوس تدبيره ترك المجفف لكثرة الجفاف فيه
الشتاء وهو من أول الجدي إلى آخر الحوت تدبيره الرياضة لجمود الأخلاط فيه فتحللها والتبسط في الغذاء لقوة الهاضمة فيه بحرارة الجوف


الصفحة التالية
Icon