ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه رواه البخاري وليكن اهتمامك بترك المنهي أشد من فعل المأمور لأن الأول كف وهو أسهل من الفعل ومن قواعد الشرع أن درء المفاسد أولى من جلب المصالح ولهذا قيل إن لم تطق أن تعبد الله فلا تعصه
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه
ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم علق المأمور على الإستطاعة دون المنهي لسهولة الاجتناب لكن في معجم الطبراني من حديثه
إذا أمرتكم بشيء فائتوه وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ما استطعتم وعندي أن هذه الرواية مقلوبة ورواية الصحيحين أثبت
وأنت في المباح بالخيار بين الفعل والترك وإن نويت به الطاعة كالجلوس في المسجد للاستراحة مضموما إليه نية الاعتكاف أو التوصل إليها كالأكل للقوة على العبادة أو الكف عن الحارم كالجماع لكسر الشهوة حذرا من الوقوع في الزنا فحسن يثاب عليه وفي الأخير حديث مسلم
وفي بضع أحدكم صدقة فقيل أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر فقال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر
وأعتقد بعد مراعاة ما سبق إنك مقصر فيما أتيت به وأنك لم توف من حق الله عليك مثقال ذرة كيف وإقداره إياك على ما أتيت به نعمة منه يجب عليك شكرها وفي مسند أحمد حديث
لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله تعالى لحقره يوم القيامة وأعتقد أنك لست بخير من أحد ولو كان بحسب الظاهر من كان فإنك لا تدري ما الخاتمة لك وله وقد قال ﴿صلى الله عليه وسلم﴾