إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة رواه الشيخان
وسلم لأمر الله تعالى وقضائه معتقدا أنه لا يكون إلا ما يريد هو لا ما تريد أنت ولو حرصت ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة استعن بالله ولا تعجزن وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء الله فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان وإياك إن تراقب أحوال الناس أو تراعيهم فينسد عليك أبواب كثيرة من الخير إلا بما ورد به الشرع من المداراة والقول السالم من الإثم والشر والصفح واستحضر في نفسك ثلاثة أصول تعينك على ما تقدم من الوصاية الأول أن لا نفع ولا ضرر إلا منه تعالى وأنه قدر لك رزقا ونفعا وشدة وضررا في الأزل وأصلا إليك لا محالة وإن جرى على يدي شخص فبتقديره تعالى كما قال تعالى في كتابه العزيز ) وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله (
) وقال تعالى ) وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله ( وقال ﴿صلى الله عليه وسلم﴾
إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده أمامك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف رواه الترمذي وصححه فإذا استحضرت هذا الأصل هان عليك ترك مراعاة الناس إذ لا معنى لها حينئذ
الثاني أنك عبد مرموق ولا تصرف لك في نفسك وأن مولاك ومالك له التصريف فيك كيف شاء كما هو شأن المالك في مملوكه وأنه يقبح عليك أن تكره ما يفعله بك مولاك الذي هو أشفق عليك وارحم بك من نفسك ووالديك ففي الحديث