الله أرحم بالمؤمن من المرأة بولدها وإنه أحكم الحاكمين في فعله كما أخبر بذلك في كتابه وأنه لم يرد بذلك الواصل إليك من الضرر إلا صلاحك ونفعك من التكفير لخطاياك والترفيع لدرجاتك قال ﴿صلى الله عليه وسلم﴾
لا يصيب المؤمن نصب ولا وصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته رواه الشيخان فإذا استحضرت هذا الأصل هان عليك التسليم للقضاء
الثالث أن الدنيا زائلة فانية والآخرة آتية باقية وأنك في الدنيا مسافر ولا بد أن ينتهي سفرك وتصل إلى دارك فتستقر بها وتنال الراحة واللذة والاجتماع بالأحباب الذي سبقوك في السفر فاحتمل مشقات السفر الذي ينقطع عن قريب بالصبر على الطاعة وعن المعصية وعلى شديد المعيشة ونحوها واجتهد في عمارة دارك التي هي مسكنك بالحقيقة وإصلاحها وتزيينها بالإكثار من العبادات في هذا الأمد القليل لتتمتع بها دهرا مديدا بلا نصب فإذا استحضرت هذا الأصل هانت عليك المراقبة السابقة وتشبيه الدنيا بالسفر مأخوذ
من حديث ابن مسعود
نام رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك فقال مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها رواه الترمذي
والمؤمن حقا وأي الكامل في إيمانه من كملت فيه شعب الإيمان ومن نقصت منه واحدة منها نقص من إيمانه بحسبها وقد أجمع السلف على أن الإيمان يزيد وينقص وزيادته بالطاعات ونقصانه بالمعاصي وهي أي شعب الإيمان كما في الحديث
بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة رواه الشيخان هكذا على الشك من حديث أبي هريرة ورواه أصحاب السنن الثلاثة بلفظ
بضع وسبعون بلا شك وأبو عوانة في صحيحه بلفظ
ست وسبعون أو سبع وسبعون والترمذي بلفظ


الصفحة التالية
Icon