من القرآن في كل سورة كما هو مذهب غيرنا أو على أنها منه لكنها ليست آية من السورة بل آية مستقلة للفصل كما هو وجه عندنا وليس في السور أقصر من ذلك والآية طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل وهو آخر الآية ويقال فيه الفاصلة ثم منه أي من القرآن فاضل وهو كلام الله في الله كآية الكرسي ومفضول وهو كلامه تعالى في غيره كسورة تبت كذا ذكره الشيخ عز الدين بن عبد السلام وهو مبنى على جواز التفاضل بين الآي والسور وهو الصواب الذي عليه الأكثرون منهم مثل اسحق ابن راهوية والحلومي والبيهقي وابن العربي وقال القرطبي إنه الحق الذي عليه جماعة من العلماء والمتكلمين
وقال أبو الحسن بن الحصار العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص والواردة بالتفضيل كحديث البخاري أعظم سورة في القرآن الفاتحة وحديث مسلم أعظم آية في القرآن آية الكرسي وحديث الترمذي سيدة آي القرآن آية الكرسي وسنام القرآن البقرة وغير ذلك
ومن ذهب إلى المنع قال لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه وقد ظهر لي أن القرآن ينقسم إلى أفضل وفاضل ومفضول لأنه الكلام الله بعضه أفضل من بعض كفضل الفاتحة وآية الكرسي على غيرهما وقد بينته في التحبير
وتحرم قراءته أي القرآن بالعجمية أي باللسان غير العربي لأنه يذهب إعجازه الذي أنزل له ولهذا يترجم العاجز عن الاذكار في الصلاة ولا يترجم عن القرآن بل ينتقل إلى البدل وتحرم بالمعنى قراءته وإن جازت رواية الحديث بالمعنى لفوات الإعجاز المقصود من القرآن
التفسير بالرأى
ويحرم تفسيره بالرأي قال ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار رواه أبو داود والترمذي وحسنه وله طرق متعددة لا تأويله أي لا يحرم بالرأى للعالم بالقواعد والعارف بعلوم


الصفحة التالية
Icon