النوع السادس الإدغام هو إدخال حرف في مثله أو مقاربة في كلمة أو كلمتين فهذه أربعة أقسام ولم يدغم أبو عمر والمثل في كلمة إلا في موضعين مناسككم ومسالككم وأظهر ما عداهما نحو جباههم ووجوهم وأما في كلمتين فادغم في جميع القرآن إلا ) فلا يحزنك كفره ( وإلا إذا كان الأول مشددا أو منونا أو تاء خطاب أو تكلم
وأما المتقاربان فأدغم في كلمة القاف المتحرك ما قبلها في الكاف في ضمير جمع المذكر فقط وأظهر ما عداها وفي كلمتين حروفا مخصوصة موضع بسطها كتب القراآت أشرنا إليها في التحبير ومنها ما يرجع إلى مباحث الألفاظ وهي سبعة الأول الغريب أي معنى الألفاظ التي يحتاج إلى البحث عنها في اللغة ومرجعه النقل والكتب المصنفة فيه ولا نطول بأمثلته ومن أشهر تصانيفه
غريب العزيزي وهو محرر سهل المأخذ ولأبي حيان فيه تأليف لطيف في غاية الاختصار وتتأكد العناية به
الثاني المعرب بتشديد الراء وهو لفظ استعملته العرب في معنى وضع له في غير لغتهم واختلف في وقوعه في القرآن فقال قوم نعم كالمشكاة للكوة بالحبشية والكفل للضعف بها والأواه الرحيم بها والتسجيل الطين المشوي بالفارسية والقسطاس العدل بالرومية وجمعت نحو ستين لفظا ونظمت في أبيات ومنها الإستبرق والسندس والسلسبيل وكافور وناشية الليل وغيرها وأنكرها الجمهور وقالوا بالتوافق أي بأنها عربية وافقت فيه الغة العرب لغة غيرهم حذرا من أن يكون في القرآن لفظ غير عربي وقد قال تعالى ) قرآنا عربيا ( وقد أجاب غيرهم بأن هذه الألفاظ القليلة لا تخرجه عن كونه عربيا فالقصيدة العربية التي فيها كلمة فارسية لا تخرج بها عن كونها عربية وبالعكس