الثالث المجاز وسيأتي أنه اللفظ المستعمل في غير ما وضع له وله أنواع كثيرة جدا بسطناها في التحبير ولابن عبد السلام في مجاز القرآن تصنيف والمذكور هنا من أنواعه اختصار حذف وهما متقاربان نحو ) فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة ( أي فافطر فعدة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون يوسف أي فأرسلوه فجاء فقال يا يوسف ترك خبر نحو فصبر جميل أي صبري مفرد ومثنى وجمع عن بعضها أي إستعمال كل واحد من الثلاثة موضع الآخر مثال المفرد عن المثنى والله ورسوله أحق أن يرضوه أي يرضوهما وعن الجمع ) إن الإنسان لفي خسر ( أي إلا ناسى بدليل الاستثناء منه ) والملائكة بعد ذلك ظهير (
ومثال المثنى عن المفرد القيافي جهنم أي ألق وعن الجمع ) ثم ارجع البصر كرتين ( أي كرة بعد كرة ومثال الجمع عن المفرد رب إرجعون
أي أرجعني وعن المثني ) فإن كان له إخوة فلأمه السدس ( فإنها تحجب بالأخوين لفظ عاقل أي استعماله لغيره نحو ) قالتا أتينا طائعين ( ) رأيتهم لي ساجدين ( جمع الوصفان بالياء والنون وهو من خواص العقلاء والموصوف وهو السماء والأرض والكواكب من غيرهم والمسوغ لذلك تنزيله منزلته إذ نسب إليه القول والسجود الذي لا يكون إلا من العقلاء
وعكسه أي استعمال لفظ غير العاقل للعاقل نحو ) ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض ( أطلق سبحانه ما على الملائكة والثقلين وهو موضوع لغير العاقل لكن لما اقترن به غلب لكثرته وإن كان الأكثر في مثل ذلك تغليب العاقل لشرفه
إلتفات وهو الإنتقال من واحد من المتكلم والخطاب والغيبة إلى آخر منها نحو ) مالك يوم الدين إياك نعبد ( حتى إذا كنتم في الفك وجرين بهم ) والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه ( هكذا ذكره أبو عبيدة في أنواع المجاز والصواب إنه ليس منها بل من أنواع الخطاب فإنه حقيقة ولذا لم نذكره في التحبير في باب المجاز وأفردنا له بابا