ومن أحسن ما يقرر به كون المتواتر موجودا وجود كثرة في الأحاديث أن الكتب المشهورة المتداولة بأيدي أهل العلم شرقا وغربا بالمقطوع عندهم بصحة نسبتها إلى مصنفيها إذا اجتمعت على إخراج حديث وتعددت طرقه تعددا تحيل العادة تواطئهم على الكذب إفادة العلم اليقيني بصحته إلى قائله ومثل ذلك في الكتب المشهورة كثير قلت صدق شيخ الاسلام وبر وما قاله هو الصواب الذي لا يمترى فيه من له ممارسة بالحديث واطلاع على طرقه فقد وصف جماعة من المتقدمين والمتأخرين أحاديث كثيرة بالتواتر منها حديث نزل القرآن على سبعة أحرف وحديث الحوض وانشقاق القمر وأحاديث الهرج والفتن في آخر الزمان وقد جمعت جزأ في حديث رفع اليدين في الدعاء فوقع لي من طرق تبلغ العشرين وعزمت على جمع كتاب في الأحاديث المتواترة يسر الله ذلك بمنه وكرمه آمين وغيره وهو ما لم تصل طرقه إلى الرتبة المذكورة آحاد فإن كان بأكثر من اثنين كثلاثة فمشهور أي يسمى بذلك لوضوحه وربما يطلق على
ما اشتهر على الألسنة ولو كان له إسناد واحد بل ولو لم يوجد له إسناد أصلا أو بهما أي باثنين بأن روياه فقط عن اثنين فقط وهكذا فعزيز لقلة وجوده أو عزته وقوته لمجيئه من طريق آخر مثاله حديث الشيخين عن أنس والبخاري عن أبي هريرة
أن رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ قال لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده الحديث رواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ورواه عن عبد العزيز اسمعيل بن علية وعبد الوارث ورواه عن كل جماعة