- حكمه : يحسن الوقوف عليه والإبتداء به إن كان رأس أية. ويرى العلماء أنك – أخي المسلم – إذا قرأت ( الحمد لله ) حسن لكن لا تبتدئ ( رب العالمين ) إلا بعد الرجوع إلي (الحمد لله ) لأن الإبتداء بما يتعلق بما قبله لفظاً قبيح.
القبيح : لا يصح الوقف عليه، لأنه وقف علي ما لم يتم معناه لتعلقه بما بعده لفظاً ومعنى، كالوقف علي المضاف دون المضاف إليه، وعلي الرافع دون مرفوعه، والناصب دون منصوبه، والمعطوف دون معطوفه، وعلي الشرط دون جوابه، وعلي الموصوف دون صفته، والموصول دون صلته.
… وهكذا فكل وقف علي ما لا يفهم معناه لأنه لا يعلم لأي شيء أضيف فهو وقف قبيح لا يجوز تعمده إلا لضرورة، كإنقطاع نفس أو عطاس ٍأو ُسعال فهو وقف إضطراري أو ضروري، ولكن لا يجوز له الوصل بالإبتداء بما بعده بل يبدأ بما قبله حتماً وإلا عد قبيحاً.
وغير ما تم قبيح وله الوقف مضطراً ويبدأ قيله
** فمن وقف علي مثل هذا بغير ضرورة ملحة أو ملزمة أي كان غير مضطر آثم وكان من الخطأ الذي لو تعمده متعمد لخرج بذلك من دين الإسلام أعاذنا الله وإياكم من هذا.
…إذ كيف يتأتى لمسلم أن يقف علي هذه الآيات أو يبتدأ ليوهم السامع بمعنى خلاف المعنى المراد، كالوقف علي ( إن الله لا يستحي ) و ( إن الله لا يهدى ) أو (فبُهتَّ الذين كفر والله ) أو ( لقد سمع الله قول الذين قالوا ) ثم يقف، ويبدأ من قوله تعالي ( إن الله فقير ).
…أو الوقوف علي النفي الذي يأتي بعده إيجاب، وهو ولا شك وقف شنيع قبيح، كالوقف علي (وما من إله ) ومثل ( وما أرسلناك).
وليس في القرآن من وقف وجب ولا حرام غير ما له سبب
…والوقف في القرآن لا يوصف في ذاته بوجوب ولا حرمة، ولم يوجد في القرآن من وقفٍ واجب يأثم القارئُ بتركه، ولا حرام بفعله، وإنما يتصف بهما وحسب وما يعرض له من قصد إيهام خلاف المراد، كما في الوقف القبيح المتقدم ذكره.


الصفحة التالية
Icon