وقد تتسائل : ما علة ُالإخفاء ِ؟...... نجيبك بحمد الله لقد قيض الله لخدمة كتابه أكابر العلماء في كل مجال، ولم يتفقوا أو يختلفوا علي حكم ما، أو إعراب أو خلافه، إلا ما كان وراءه علة أو سبب لا هوي ٍأو مصلحة، فعلةُ الإخفاء : إن التنوين والنون لم يقربا هذه الحروف الخمسة عشر مثل قربهما من حروف الإدغام ( فيدغما )، ولم يبعدا مثل بعدهما من حروف الإظهار (فيظهرا) فأعطيا حكماً متوسطاً بين الإظهار والإدغام وهو (الإخفاء )
أحكام
الميم والنون المشددتين
والميم الساكنة
١ ) حكم الميم والنون المشددتين :
وغنّ ميماً ثم نوناً شَُّّّّّّّّّدّّّدا وسم كلاً حرفَ غنةٍ بدا
… ومن البيت السابق تعلم أنه يجب غنهما مقدار حركتين وقلنا من قبل أن الحركة (بمقدار قبض الإصبع أو بسطه )، والغنة صوت في الخيشوم وتعريفها الاصطلاحي : صوت لذيذ مركب في جسم النون الميم ثابتة منهما منطلقاً وهي في المشددة أكمل منها في المدغم، وفي المدغم أكمل منها في الساكن المظهر، وفي الساكن المظهر أكمل منها في المتحرك
مثال ذلك :
( ِمَن الجنَّةِ والنَّاسِ) – ( من نذير) – ( لّما ) – ( مالهم من الله ) ــ ( كأنَّ) ــ( عمَّ ).
٢ ) أحكام الميم الساكنة : هي الميم الخالية من الحركة، ولها قبل حروف الهجاء غير الألف اللينة ثلاث أحكام :
أ – الإخفاء الشفوي : وسمي بذلك لخروج حروفه من الشفة وهو كما تعلمت النطق بالحرف بصفةٍ بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة فإذا وقعت الميم الساكنة ووقع بعدها الباء أخفيت الميم، مثال :( يَوْمَ هُمْ بَاِرزونَ )، ( إليهم بهدية )، (وَمَن يَعْتَصِمْ باللهِ ).
وعلة الإخفاء أن ( الميم والباء ) لما اشتركا في المخرج وتجانسا في بعض الصفات ثَقُّلَ الإظهار، والإدغام التام، فتعين الإخفاء.


الصفحة التالية
Icon