وقوبلت صفاتُ أهلِ الكفر والنفاق بأضدادها صفاتِ المسلمين، وذكر ما أعد لهم من الخير.
وذُكِرَ في خلال ذلك فَضْلُ أبي بكر، وفَضْلُ المهاجرين والأنصار.
والتحريضُ على الصدقة، والتوبة، والعمل الصالح.
والجهاد، وأنه فرضٌ على الكفاية.
والتذكيرُ بنصر الله المؤمنين يوم حنين بعد يأسهم.
والتنويهُ بغزوةِ تبوكَ وجيشها.
والذين تاب اللهُ عليهم من المتخلفين عنها.
والامتنانُ على المسلمين بأن أرسل فيهم رسولاً منهم جَبَلَه على صفاتٍ فيها كلُّ خير لهم.
وشَرْعُ الزكاةِ ومصارفها، والأمرُ بالفقه في الدين، ونَشْرُ دعوةِ الدين. ١٠/٩٩_١٠١
من أغراض هذه السورة: ابتدئت بمقصد إثباتِ رسالة محمد"بدلالة عجزِ المشركين عن معارضة القرآن دلالةً نُبِّه عليها بأسلوب تعريضي دقيق بُني على الكناية بتهجية الحروف المقطعة في أول السورة كما تقدم في مفتتح سورة البقرة، ولذلك أتبعت تلك الحروف بقوله _تعالى_ [تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ] إشارة إلى أن إعجازه لهم هو الدليل على أنه من عند الله، وقد جاء التصريح بما كني عنه هنا في قوله [قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ].
وأُتْبِعَ بإثبات رسالة محمد " وإبطالِ إحالةِ المشركين أن يرسل اللهُ رسولاً بشراً.
وانتقل من ذلك إلى إثبات انفراد اللهِ _تعالى_ بالإلهية بدلالة أنه خالقُ العالمِ ومدبره؛ فَأَفضى ذلك إلى إبطالِ أن يكونَ لله شركاءُ في إلهيته، وإلى إبطال معاذيرِ المشركين بأن أصنامَهم شفعاءُ عند الله.
وأُتْبِعَ ذلك بإثبات الحشر والجزاء؛ فذلك إبطال أصول الشرك.
وتخلل ذلك بذكر دلائل من المخلوقات، وبيانِ حكمة الجزاء، وصفةِ الجزاء، وما في دلائل المخلوقات من حكم ومنافع للناس.
ووعيد منكري البعث المعرضين عن آيات الله، وبضد أولئك وَعْد الذين آمنوا؛ فكان معظمُ هذه السورةِ يدور حول محورِ تقريرِ هذه الأصول.