والتحذيرُ من الوقوع في حبائل الشيطان، والإنذارُ بعواقب كفران النعمة.
ثم عرض لهم بالدعوة إلى التوبة [ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ] إلخ...
وملاكُ طرائقِ دعوةِ الإسلام [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ].
وتثبيت الرسول _عليه الصلاة والسلام_ ووعده بتأييد الله إياه. ١٤/٩٤_٩٦
أغراضها: العماد الذي أقيمت عليه أغراض هذه السورة إثباتُ نبوة محمد"، وإثباتُ أن القرآنَ وحيٌ من الله، وإثباتُ فضلِه وفضلِ مَنْ أنزل عليه، وذِكْرُ أنه مُعْجِزٌ.
وردُّ مطاعن المشركين فيه، وفيمن جاء به، وأنهم لم يفقهوه؛ فلذلك أعرضوا عنه.
وإبطالُ إحالتهم أن يكون النبي "أُسري به إلى المسجد الأقصى؛ فافتتحت بمعجزة الإسراء؛ توطئةً للتنظير بين شريعة الإسلام وشريعة موسى _عليه الصلاة والسلام_ على عادة القرآن في ذكر المثل والنظائر الدينية، ورمزاً إلهياً إلى أن الله أعطى محمداً "من الفضائل أفضلَ مما أعطى مَنْ قَبْلَهُ.
وأنه أَكْمَلَ له الفضائلَ؛ فلم يَفُتْهُ منها فائتٌ؛ فمن أَجْلِ ذلك أَحَلَّه بالمكانِ المُقَدَّس الذي تداولَتْهُ الرسل مِنْ قَبْل؛ فَلَمْ يَسْتَأْثِرْهُمْ بالحلول بذلك المكان الذي هو مهبطُ الشريعةِ المُوْسَوية، ورمزُ أطوارِ تاريخِ بني إسرائيلَ وأسلافِهم، والذي هو نظيرُ المسجدِ الحرامِ في أَنَّ أصلَ تأسيسه في عهد إبراهيمَ كما سننبه عليه عند تفسير قوله _تعالى_: [إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى] فأحل الله به محمداً _عليه الصلاة والسلام_ بعد أن هُجِرَ وخُرِّب؛ إيماءاً إلى أن أُمَّتَهُ تُجَدِّدُ مَجْدَهُ.
وأن اللهَ مَكَّنه من حرمي النبوَّة والشريعة؛ فالمسجدُ الأقصى لم يكن معموراً حين نزول هذه السورة، وإنما عُمِرَتْ كَنَائِسُ حولَه، وأن بني إسرائيل لم يحفظوا حُرْمَةَ المسجدِ الأقصى؛ فكان إفسادهم سبباً في تسلطِ أعدائهم عليهم، وخرابِ المسجد الأقصى.