وفي ذلك رمزٌ إلى أن إعادةَ المسجدِ الأقصى ستكون على يدِ أُمَّةِ هذا الرسولِ الذي أنكروا رسالَتَهُ.
ثم إثباتُ دلائلِ تَفَرُّدِ اللهِ بالإلهية، والاستدلالُ بآيةِ الليلِ والنهار، وما فيهما من المنن على إثبات الوحدانية.
والتذكيرُ بالنعم التي سخَّرها اللهُ للناس، وما فيها من الدلائل على تفرده بتدبير الخلق، وما تقتضيه مِنْ شُكْرِ المُنْعِمِ، وتركِ شُكْرِ غيرِه، وتنزيهِه عن اتخاذِ بناتٍ له.
وإظهارُ فضائلَ مِنْ شريعةِ الإسلام وحكمته، وما علمه اللهُ المسلمين من آدابِ المعاملةِ نحوَ ربِّهم _سبحانه_ ومعاملةِ بعضِهم مع بعض، والحكمةِ في سيرتهم وأقوالهم، ومراقبةِ الله في ظاهرِهم وباطنِهم.
وعن ابن عباس أنه قال: =التوراةُ كلُّها في خَمْسَ عشرةَ آيةً من سورة بني إسرائيل+.
وفي رواية عنه: =ثمانَ عشرةَ آيةً منها كانت في ألواح موسى+.
أي من قوله _تعالى_: [لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً] إلى قوله: [وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً].
ويعني بالتوراةِ الألواحَ المشتملةَ على الوصايا العشرِ، وليس مرادُه أنَّ القرآنَ حكى ما في التوراة، ولكنها أحكامٌ قرآنيةٌ موافقةٌ لما في التوراة.
على أن كلامَ ابنِ عباسٍ معناه: أن ما في الألواح مذكورٌ في تلك الآي، ولا يريد أنهما سواء؛ لأن تلك الآياتِ تزيدُ بأحكام، منها قوله: [رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ] إلى قوله: [لِرَبِّهِ كَفُوراً] وقوله: [وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ] وقوله: [وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ] إلى قوله: [ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ] مع ما تخلل ذلك كله من تفصيلٍ، وتَبْيِيْنٍ عَرِيَتْ عنه الوصايا العشرُ التي كتبت في الألواح.
وإثباتُ البعثِ والجزاءِ.
والحثُّ على إقامة الصلوات في أوقاتها.