وتخلل ذلك مستطرداتٌ من إرشاد النبي " وتثبيته، وأن الحقَّ فيما أخبر به، وأن أصحابَه الملازمين له خيرٌ من صناديد المشركين، ومن الوعدِ والوعيدِ، وتمثيلِ المؤمن والكافر، وتمثيلِ الحياةِ الدنيا وانقضائها، وما يَعْقُبُها من البعث والحشر، والتذكيرِ بعواقبِ الأمم المكذبة للرسل، وما خُتِمَتْ به من إبطالِ الشركِ ووعيدِ أهلِه ووعدِ المؤمنين بضدِّهم، والتمثيل لسعة علم الله _تعالى_.
وخُتِمَتْ بتقرير أن القرآن وحيٌ من الله _تعالى_ إلى رسوله " فكان في هذا الختام مُحَسِّن رَدِّ العَجُز على الصدر. ١٥/٢٤٥_٢٤٦
أغراض السورة: ويظهر أن هذه السورة نزلت للرد على اليهود فيما اقترفوه من القول الشنيع في مريم وابنها، فكان فيها بيان نزاهة آل عمران، وقداستهم في الخير.
وهل ينبت الخطيَّ إلا وشيجُه(١)
ثم التنويهُ بِجَمْعٍ من الأنبياء والمرسلين من أسلاف هؤلاء وقرابتهم، والإنحاءُ على بعض خلفهم من ذرياتهم الذين لم يكونوا على سننهم في الخير من أهل الكتاب والمشركين، وأتوا بفاحش من القول؛ إذ نسبوا لله ولداً، وأنكر المشركون منهم البعثَ وأثبت النصارى ولداً لله _تعالى_.
والتنويهُ بشأنِ القرآن في تبشيره ونذارته.
وأن الله يسَّره بكونه عربياً؛ لِيسْرِ تلك اللغة.
والإنذارُ مما حل بالمكذبين من الأمم من الاستئصال.
واشتملت على كرامةِ زكريا؛ إذ أجاب الله دعاءه، فرزقه ولداً على الكبر وعَقْرِ امرأته.
وكرامةِ مريمَ بخارقِ العادة في حَمْلِها وقَدَاسةِ ولدِها، وهو إرهاصٌ لنبوءة عيسى _ عليه السلام _ ومثلُهُ كلامُه في المهد.
والتنويهُ بإبراهيمَ، وإسحاقَ، ويعقوبَ، وموسى، وإسماعيلَ، وإدريسَ _عليهم السلام_.
ووصفُ الجنةِ وأهلِها.
وحكايةُ إنكارِ المشركين البعثَ بمقالة أُبَيِّ بنِ خلفٍ، والعاصي بنِ وائلٍ وتَبَجُّحِهم على المسلمين بمقامهم ومجامعهم.
وتنبت إلا في منابتها النَّخْلُ