وإنذارُ المشركين أن أصنامَهم التي اعتزوا بها سيندمون على اتخاذها.
ووعدُ الرسولِ النصرَ على أعدائه.
وذِكْرُ ضَرْبٍ مِنْ كُفْرِهم بنسبة الولد لله _تعالى_.
والتنويهُ بالقرآن، ولملته العربية، وأنه بشيرٌ لأوليائه، ونذيرٌ بهلاك معانديه كما هلكت قرونٌ قَبْلَهَم.
وقد تكرر في هذه السورة صفَةُ الرحمن ستَّ عشرةَ مرةً، وذكرُ اسمِ الرحمةَ أربعَ مرات؛ فأنبأ بأن مِنْ مقاصدِها تحقيقَ وصفِ الله _ تعالى _ بصفةِ الرحمن، والردَّ على المشركين الذين تقعروا بإنكار هذا الوصف كما حكى الله _تعالى_ عنهم في قوله في سورة الفرقان: [وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ].
ووقع في هذه السورة استطرادٌ بآية [وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ] ١٦/٥٨_٦٠
أغراضها: احتوت من الأغراض على: التحدي بالقرآن بذكر الحروف المُقَطَّعة في مُفْتَتَحِها.
والتنويهِ بأنه تنزيلٌ من الله لهدي القابلين للهداية؛ فأكثرها في هذا الشأن.
والتنويهِ بعظمةِ الله _تعالى_ وإثباتِ رسالةِ محمد " بأنها تماثل رسالةَ أعظمِ رسولٍ قبله شاع ذكرُه في الناس؛ فَضُرِب المثلُ لنزول القران على محمد " بكلام الله موسى _عليه السلام_.
وبسطِ نشأةِ موسى، وتأييدِ الله إياه، ونصرِه على فرعون بالحجة والمعجزات، وبصرف كيد فرعون عنه وعن أتباعه.
وإنجاءِ اللهِ موسى وقومَهُ، وغرقِ فرعون، وما أكرم اللهُ به بني إسرائيلَ في خروجهم من بلد القبط.
وقصةُ السامريِّ، وصُنْعِهِ العجلَ الذي عبده بنو إسرائيل في مغيب موسى _عليه السلام_.
وكلُّ ذلك تعريضٌ بأن مآلَ بعثةِ محمدٍ "صائرٌ إلى ما صارت إليه بعثةُ موسى _عليه السلام_ من النصر على معانديه؛ فلذلك انتقل من ذلك إلى وعيد مَنْ أعرضوا عن القرآن، ولم تنفعهم أمثالُه ومواعظُه.
وتذكيرُ الناس بعداوةِ الشيطان للإنسان بما تضمنته قصةُ خلقِ آدمَ.